اسم الکتاب : الإنصاف في مسائل الخلاف بين النحو البصريين و الكوفيين المؤلف : ابن الأنباري الجزء : 1 صفحة : 279
[151] 47 مسألة [القول في الميم في «اللهمّ»
أعوض من حرف النداء أم لا؟][1]
ذهب الكوفيون إلى أن الميم المشددة في
«اللهمّ» ليست عوضا من «يا» التي للتنبيه في النداء. و ذهب البصريون إلى أنها عوض
من «يا» التي للتنبيه في النداء، و الهاء مبنيّة على الضم لأنه نداء.
أما الكوفيون فاحتجوا بأن قالوا: إنما قلنا
ذلك لأن الأصل فيه «يا أللّه أمّنا بخير» إلا أنه لما كثر في كلامهم و جرى على
ألسنتهم حذفوا بعض الكلام طلبا للخفة، و الحذف في كلام العرب لطلب الخفة كثير، ألا
ترى أنهم قالوا «هلمّ، و ويلمّه» و الأصل فيه: هل أمّ، و ويل أمه، و قالوا «أيش» و
الأصل: أيّ شيء.
و قالوا «عم صباحا» و الأصل: انعم صباحا. و
هذا كثير في كلامهم.
قالوا: و الذي يدل على أن الميم المشددة ليست
عوضا من «يا» أنهم يجمعون بينهما، قال الشاعر:
[214]
إنّي إذا ما
حدث ألمّا
أقول: يا
اللّهمّ، يا اللّهمّا
[214] هذان بيتان من الرجز المشطور، و قد
أنشدهما ابن منظور في لسان العرب (أل ه) و رضي الدين في شرح الكافية (1/ 132) و
شرحهما البغدادي في الخزانة (1/ 358) و أنشدهما الأشموني (رقم 880) و ابن عقيل
(رقم 310) و ابن هشام في أوضح المسالك (رقم 439) و ابن يعيش (ص 181) و الحدث-
بالتحريك ما يحدث من الأمور، و محل الاستشهاد هنا قوله «يا اللهم» حيث جمع الشاعر
بين حرف النداء و الميم المشددة في نداء لفظ الجلالة، و اعلم- أولا أن نداء لفظ
الجلالة قد ورد على عدة أوجه؛ الوجه الأول- و هو الأصل، و الأكثر استعمالا- أن
تقول: يا أللّه، تدخل حرف النداء على الاسم الجليل، و تقطع الهمزة، و الوجه
الثاني: أن تقول: يا اللّه، تدخل حرف النداء على الاسم العظيم،-
[1] انظر في هذه المسألة: لسان العرب (أل ه)
و شرح الكافية (1/ 132) و شرح المفصل لابن يعيش (ص 181) و شرح الأشموني مع حاشية
الصبان (3/ 126 بولاق) و تصريح الشيخ خالد الأزهري (2/ 217 بولاق).
اسم الکتاب : الإنصاف في مسائل الخلاف بين النحو البصريين و الكوفيين المؤلف : ابن الأنباري الجزء : 1 صفحة : 279