responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإنصاف في مسائل الخلاف بين النحو البصريين و الكوفيين المؤلف : ابن الأنباري    الجزء : 1  صفحة : 200

30 مسألة [القول في عامل النصب في المفعول معه‌] [1]

ذهب الكوفيون إلى أن المفعول معه منصوب على الخلاف، و ذلك نحو قولهم «استوى الماء و الخشبة، و جاء البرد و الطّيالسة». و ذهب البصريون إلى أنه منصوب بالفعل الذي قبله بتوسّط الواو. و ذهب أبو إسحاق الزّجّاج من البصريين إلى أنه منصوب بتقدير عامل، و التقدير: و لابس الخشبة، و ما أشبه ذلك؛ لأن الفعل لا يعمل في المفعول و بينهما الواو. و ذهب أبو الحسن الأخفش إلى أن ما بعد الواو ينتصب بانتصاب «مع» في نحو «جئت معه».

أما الكوفيون فاحتجوا بأن قالوا: إنما قلنا إنه منصوب على الخلاف و ذلك لأنه إذا قال «استوى الماء و الخشبة» لا يحسن تكرير الفعل فيقال: استوى الماء و استوت الخشبة؛ لأن الخشبة لم تكن معوجّة فتستوي، فلما لم يحسن تكرير الفعل كما يحسن في «جاء زيد و عمرو» فقد خالف الثاني الأول، فانتصب على الخلاف كما بينّا في الظرف نحو: «زيد خلفك» و ما أشبه ذلك.

و الذي يدل على أن الفعل المتقدم لا يجوز أن يعمل فيه أنّ نحو استوى و جاء فعل لازم، و الفعل اللازم لا يجوز أن ينصب هذا النوع من الأسماء؛ فدل على صحة ما ذهبنا إليه.

و أما البصريون فاحتجوا بأن قالوا: إنما قلنا إن العامل هو الفعل و ذلك لأن هذا الفعل و إن كان في الأصل غير متعدّ إلا أنه قوي بالواو فتعدى إلى الاسم فنصبه كما عدّي بالهمزة في نحو «أخرجت زيدا» و كما عدّي بالتضعيف نحو «خرّجت المتاع» و كما عدّي بحرف الجر نحو [111] «خرجت به» إلا أن الواو لا تعمل؛ لأن الواو في الأصل حرف عطف، و حرف العطف لا يعمل، و فيه معنيان العطف‌


[1] انظر في هذه المسألة: شرح الأشموني (2/ 395) و حاشية الصبان (2/ 119) و تصريح الشيخ خالد (1/ 415) و شرح المفصل (ص 222 و ما بعدها) و شرح الرضي على الكافية (1/ 180).

اسم الکتاب : الإنصاف في مسائل الخلاف بين النحو البصريين و الكوفيين المؤلف : ابن الأنباري    الجزء : 1  صفحة : 200
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست