طهورا» و قوله عليه السّلام: «ينزح منها أربعون دلوا و إن صارت
مبخرة».
و من
الملاحظ في هذا الكتاب أنّ مصنّفه لم يتعرّض لتوثيق أو تضعيف الروايات التي
يوردها، سواء تلك التي يستدلّ هو بها، أم التي يستدلّ بها المخالف لرأيه الفقهي.
السابعة:
الجنبة البلاغية تكاد تكون طاغية على الكتاب، خصوصا في أوراقه الأولى عند شرح
مقدّمة الموجز، ففي شرح قوله: (و بعد، فقد استخرت اللّه سبحانه، و عملت هذا المختصر،
و سمّيته الموجز الحاوي لتحرير الفتاوي) يبيّن فيه مباحث أدبيّة ظريفة:
الأوّل:
يدور حول قوله: (و بعد) فيبدأ ببيان معانيها، و أوّل من استعملها، و يذكر فيها
ثلاثة أقوال.
الثاني:
يدور حول قوله: (فقد استخرت اللّه تعالى و عملت هذا المختصر) فيبيّن معنى الاستخارة،
و معنى الاختصار.
الثالث:
يدور حول قوله: (و سمّيته الموجز) فيعرّف أوّلا التسمية، ثم يبيّن معنى الإيجاز
بشكل مطوّل و بحث أدبي عميق، حيث يقول: و أمّا الإيجاز فلا يمكن تحقيق معرفته و
البحث عن حقيقته إلّا بمزيد بحث من علم الكلام و البيان.
و يبدأ
بالبحث عن حقيقة الإيجاز و الإطناب، و يشرحه بعشر صفحات تقريبا، معلّلا التطويل
بقوله: لذا طال الكلام، و مع ذلك فهو لا يخلو من فوائد غريبة يلتذّ بها الناظر، و
طرائف عجيبة ينشرح بها الخاطر، خصوصا لمن له انس بعلم الأدب، و له خوض في أشعار
العرب، و له فهم باختلاف المعاني عند اختلاف التركيب و المباني، فهو يرتاح إلى هذا
الكلام، و يطرب له طرب الشارب للمدام.
ثم بدأ شرحه
موضّحا كلامه بالآيات و الأشعار، فاستدلّ بخمس عشرة