اسم الکتاب : منتهى المطلب في تحقيق المذهب المؤلف : العلامة الحلي الجزء : 14 صفحة : 76
البحث الثالث
في كيفيّة القتال
مسألة: الجهاد موكول إلى
نظر الإمام و اجتهاده،
و يلزم
الرعيّة طاعته فيما[1] يراه، و ينبغي له أن يبدأ بترتيب قوم على
أطراف البلاد رجالا يكفون من بإزائهم من المشركين، و يأمر بعمل حصون لهم و حفر
خنادق و جميع ما فيه مصلحة لهم ليحترسوا بها من المشركين و يحفظوا المسلمين.
و ينبغي له
أن يجعل في كلّ ناحية أميرا يقلّده أمر الحرب و تدبير الجهاد، يكون ذا أمانة و رفق
و نصح للمسلمين و رأي في التدبير و عقل و قوّة و شجاعة و مكايدة للعدوّ؛ لأنّه لا
يؤمن على الأطراف من المشركين، فوجب حراستهم بما ذكرناه.
و لو
احتاجوا إلى المدد، استحبّ للإمام ترغيب الناس في المقام عندهم، و الترداد[2] إليهم كلّ
وقت؛ ليأمنوا فساد المشركين و يستغنوا عن استنقاذ ما يأخذونه بالجيوش الكثيرة و
الأموال العظيمة.
فإن رأى
الإمام بالمسلمين قلّة يحتاج معها إلى المهادنة، هادنهم، و إن كان فيهم قوّة، لم
يترك الغزو و جاهدهم، و ينبغي له أن يغزو في كلّ عام، و أقلّه مرّة- على ما تقدّم-[3] إمّا بنفسه
أو بمن يأمره، و كلّما كثر الجهاد، كان أفضل؛ لأنّه واجب على