شديدا حين بلغه قول عبد اللّه بن أبي: ليخرجنّ الأعزّ منها الأذل [1].
و لا يميل الأمير مع موافقيه في المذهب و النسب على مخالفيه فيهما؛ لئلّا يكسر قلوب غيرهم فيخذلونه عند الحاجة.
و ينبغي أن يستشير أصحابه من ذوي الرأي: لقوله تعالى: وَ شٰاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ [2].
و يتخيّر لأصحابه المنازل الجيّدة و موارد المياه و مواضع العشب.
و يحمل من نفقت [3] دابّته إذا كان معه أو مع أصحابه فضل.
و لو خاف رجل تلف آخر لموت دابّته، قيل: يجب عليه بذل فضل مركوبه؛ ليحيى به صاحبه، كما يجب عليه بذل فاضل الطعام للمضطرّ و تخليصه من عدوّه [4].
و لا بأس بالعقبة بأن يكون الفرس الواحد لشخصين يتعاقبان عليه: لما فيه من المعونة و الإرفاق.
[2] آل عمران [3] : 159.
[3] نفقت الدابّة: ماتت. المصباح المنير: 618.
[4] المغني 10: 386، الشرح الكبير بهامش المغني 10: 423.