اسم الکتاب : منتهى المطلب في تحقيق المذهب المؤلف : العلامة الحلي الجزء : 12 صفحة : 393
و هو يدلّ بمفهومه على عدم وجوب إعادة الحجّ لو كان الجماع بعد
الوقوف بالمزدلفة؛ لما سيأتي من أنّ من جامع قبل الطواف، وجب عليه بدنة، و هو
حينئذ محرم. و لأنّه أمن الفوات فأمن الفساد، كما لو تحلّل التحلّل الأوّل.
احتجّ
الشافعيّ: بأنّه وطء عمد صادف إحراما تامّا فأفسده، كما لو كان قبل الوقوف.
و لأنّ ما
كان مفسدا للعبادة لا يفرّق الحال فيه بين حصوله في أوّلها و بين حصوله في آخرها،
كالأكل في الصوم و الكلام في الصلاة[1].
و الجواب عن
الأوّل: بالمنع من عدم الفارق و هو موجود، فإنّه قبل الوقوف يكون أكثر أفعال الحجّ
باقية، بخلاف ما بعد الوقوف.
و عن
الثاني: بالفرق، فإنّ عدم ما بقي بعد الوقوف بالموقفين لا يفسد ما مضى بفساده،
أوّلا، بخلاف ما ذكر؛ لأنّ فساد آخر الجزء يؤثّر في إفساد الباقي و عدمه كذلك. و
لأنّ آخر الجزء شرط في صحّة الأوّل، بخلاف صورة النزاع.
مسألة: و لو وطئ بعد الوقوف
بعرفة قبل الوقوف بالمزدلفة، فسد حجّه أيضا
لنا: أنّه
وطئ قبل أحد الموقفين ففسد حجّه، كما لو وطئ قبل الموقف الآخر.
و لأنّا قد
بيّنّا أنّ الوقوف بالمشعر ينوب في تمام الحجّ عن الوقوف بعرفة إذا لم يدركه،
فيكون مساويا له في الإفساد بالجماع قبله بالقياس، و بالإجماع المركّب.