اسم الکتاب : مختلف الشيعة في أحكام الشريعة المؤلف : العلامة الحلي الجزء : 5 صفحة : 100
و محمد بن مسلم في الصحيح، عن الباقر- عليه السلام- قال: قلت له: ما
تقول في البر بالسويق؟ قال: مثلا بمثل لا بأس به[1].
و أنّما
تتحقق المماثلة لتساوي المقدار الذي جعله الشارع معيارا لهما و هو الكيل، و إن
اختلفا في غيره مما لم يجعله معيارا لهما. و قول الشيخ: «إنّ الأحوط الوزن، لأنّ
الدقيق أخفّ من الحنطة» غير جيد، لأنّه من هذه الحيثية كان الأحوط الكيل، إذ مع
تساويهما في الوزن يقتضي التفاضل بينهما في ما جعله الشارع معيارا لهما و هو الكيل
الذي نهى عنه، و تساويهما في الكيل يقتضي تماثلهما في ما جعله الشارع معيارا لهما
الذي أمر به و ان اختلفا في ما سواه.
مسألة: قال الشيخ في
النهاية: يجوز بيع السمن بالزيت متفاضلا نسيئة
[2]. مع أنّه
قال أوّلا: و كلّ ما يكال أو يوزن فإنه يحرم التفاضل فيه و الجنس واحد نقدا و
نسيئة، و إذا اختلف الجنسان فلا بأس بالتفاضل فيهما نقدا و نسيئة إلّا الدراهم و
الدنانير و الحنطة و الشعير[3]. و قد بيّنا جواز
ذلك، و هو اختيار ابن إدريس[4].
لنا: ما
تقدّم.
احتج الشيخ
بما رواه عبد اللّه بن سنان قال: سمعت أبا عبد اللّه- عليه السلام- يقول: لا ينبغي
للرجل اسلاف السمن بالزيت و لا الزيت بالسمن[5].
[1]
تهذيب الاحكام: ج 7 95 ح 404، وسائل الشيعة: ب 9 من أبواب الربا ح 1 ج 12 ص 440.