و عن الثاني: بالمنع، من صحّة السند أوّلا. و بالمنع من عدم تناوله صورة النزاع ثانيا، فانّ من بلغ ست سنين جرى عليه القلم بامتثال التمرين.
مسألة: المشهور كراهة تكرار الصلاة على الميت.
و قال ابن أبي عقيل [1]: لا بأس بالصلاة على من صلّى عليه مرة، فقد صلّى أمير المؤمنين- عليه السّلام- على سهل بن حنيف خمس مرات [2].
و قال ابن إدريس: تكره جماعة، و تجوز فرادى [3].
و قال الشيخ في الخلاف: من صلّى على جنازة يكره له أن يصلّي عليها ثانيا [4]، و هو يشعر باختصاص الكراهة بالمصلّي المتحد.
لنا: انّ النبي- صلّى اللّه عليه و آله- صلّى خمس تكبيرات و انصرف [5].
و ما رواه وهب بن وهب، عن جعفر، عن أبيه- عليهما السّلام- أنّ رسول اللّه- صلّى اللّه عليه و آله- صلّى على جنازة، فلمّا فرغ جاءه ناس فقالوا:
يا رسول اللّه لم ندرك الصلاة عليها، فقال: لا يصلّى على جنازة مرتين و لكن أدعو لها [6].
و لأنّه مناف للمبادرة المأمور بها في تعجيل الأموات، و حديث سهل بن حنيف مخصوص بذلك الشخص إظهارا لفضله كما خصص النبي- صلّى اللّه
[3] السرائر: ج 1 ص 360.
[4] الخلاف: ج 1 ص 726 المسألة 548.
[5] تهذيب الأحكام: ج 3 ص 315 ح 977. وسائل الشيعة: ب 5 من أبواب صلاة الجنازة ح 8 ج 2 ص 773.
[6] تهذيب الأحكام: ج 3 ص 332 ح 1040 و ج 1 ص 468 ح 1534. وسائل الشيعة: ب 6 من أبواب صلاة الجنازة ح 24 ج 2 ص 782.