responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : متشابه القرآن و مختلفه المؤلف : ابن شهرآشوب    الجزء : 1  صفحة : 157

فصل [في مرض القلب]

7/ 146

قوله تعالى- سَأَصْرِفُ عَنْ آيٰاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ إنه ذكر عن نفس الآيات و ليس للإيمان فيها ذكر و الآيات في الدلائل و الكتاب و الأمور الماضية و أصلها العلامة صرفهم عن ثواب النظر في آيات الله المستحق صاحبها الثواب و يعني بالآيات الأدلة و معجزات الأنبياء- وَ كٰانُوا عَنْهٰا غٰافِلِينَ و أراد صرفهم عن زيادة المعجزات بعد ما تقدم من آيات الأنبياء لأنه تعالى إنما يظهرها إذا علم أنه يؤمن عندها من لم يؤمن بما تقدم من الآيات و يكون الصرف إما بأن لا يظهرها جملة أو بأن يصرفهم عن مشاهدتها و إذا صرفهم عنها فقد صرفها عنهم و إن بعض الجهال في زمانه ع اعتقدوا جواز المعجزات على يد الكفار المذكورين فأكذبهم الله بذلك و صرف من رام المنع من أداء آياته لأن من الواجب على الله تعالى أن يحول بين من رام ذلك و بينه لأنه ينقض الغرض في البعثة- وَ اللّٰهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّٰاسِ فتكون الآيات القرآن و نحوه و الصرف هاهنا الحكم و التسمية و الشهادة و من شهد على غيره بالانصراف عن شي‌ء فجائز أن يقال صرفه عنه كما قال ثُمَّ انْصَرَفُوا صَرَفَ اللّٰهُ قُلُوبَهُمْ يوافقه قوله- ذٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيٰاتِنٰا وَ كٰانُوا عَنْهٰا غٰافِلِينَ و لما علم الله تعالى أن الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق سيصرفون عن النظر في آياته و الإيمان بها إذا أظهرها على أيدي رسله جاز أن يقول- سَأَصْرِفُ عَنْ آيٰاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فيريد سأظهر ما ينصرفون بسوء اختيارهم عنه يقول سأبخل فلانا و سأخطيه أي أسأله ما يبخل ببذله و أمتحنه بما يخطئ فيه و الصرف هو المنع من إبطال الآيات و القدح فيها بما يخرجها أن تكون حججا و إن الله تعالى لما وعد موسى ع و آمنه بإهلاك عدوهم قال سَأَصْرِفُ عَنْ آيٰاتِيَ.

9/ 127

قوله سبحانه ثُمَّ انْصَرَفُوا صَرَفَ اللّٰهُ قُلُوبَهُمْ لم يقل فصرف على سبيل الحكم و الخبر إذ لو كان على ذلك لأدخل عليه الفاء و إنما قال على سبيل الدعاء عليهم كقولك خرج زيد لعنه الله و لو كان ذلك خبرا لقال فلعنه الله و إنه لم يذكر المصروف عنه و المصروف عنه محذوف غير مذكور و إن ذلك كالجزاء على انصرافهم لأن انصرافهم كفر و لا يجوز أن يجعل الجزاء عليه كفرا آخر بيت‌

و كل امرئ يجزى بما كان ساعيا

آخر‌

كل امرئ في رشده و غيه

و إنما يجزى بقدر سعيه

-

اسم الکتاب : متشابه القرآن و مختلفه المؤلف : ابن شهرآشوب    الجزء : 1  صفحة : 157
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست