responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : متشابه القرآن و مختلفه المؤلف : ابن شهرآشوب    الجزء : 1  صفحة : 152

الختم في الشاهد غير مانع من الإيمان لأنه يفك المختوم من الكتب و التكيس و يحمل منه و إنما هو علامة يعرف بها تناول المختوم عليه و المختوم على قلوبهم إما أن يكونوا قادرين على الإيمان قبل الختم أو غير قادرين فإن كانوا غير قادرين استحال المنع و إن كانوا قادرين عليه قبل فهم في حال الختم قادرين و قيل خَتَمَ اللّٰهُ عَلىٰ قُلُوبِهِمْ أي يشهد عليها بأنها لا تقبل الحق يقول القائل أراك تختم على كل ما يقوله فلان أي تشهد به و تصدقه و قد ختمت عليك بأنك لا تعلم أي شهدت و قيل خَتَمَ اللّٰهُ إخبار عن تكبرهم و إعراضهم عن الاستماع لما دعوا إليه من الحق كما يقول فلان أصم عن هذا الكلام إذا امتنع عن سماعه و رفع نفسه عن تحمله و يحتمل أن يكون المراد بختم سيختم و يكون الماضي بمعنى المستقبل كقوله وَ نٰادىٰ أَصْحٰابُ الْجَنَّةِ أَصْحٰابَ النّٰارِ و قيل المعنى في ذلك أنه ذمهم بأنها كالمختوم عليها في أنه لا يدخلها الإيمان و لا يخرج عنها الكفر. قال الشاعر‌

لقد أسمعت لو ناديت حيا

و لكن لا حياة لمن تنادي

. 4/ 155

قوله سبحانه بَلْ طَبَعَ اللّٰهُ عَلَيْهٰا و قوله طَبَعَ اللّٰهُ عَلىٰ قُلُوبِهِمْ و قيل معناه إن الله تعالى يجعل نكتة سوداء في قلب المنافق و الكافر لتكون علامة للملائكة يعرفون بها أنه ممن لا يفلح أبدا و قيل أي طبع فيها أثر الذنوب لتعرفها الملائكة فيتبرءوا منهم و لا يبالوهم يستغفروا لهم و قيل المراد بذلك الذم لها بأنها كالمطبوع عليها فلا يدخلها خير و لا ينتفي عنها شر و حال الذم تقتضي صفات المدح قال جرير‌

السم خير من ركب المطايا

و أندى العالمين بطون راح

و بعد فإن الطبع وقع بنفس الكفر فقال بَلْ طَبَعَ اللّٰهُ عَلَيْهٰا بِكُفْرِهِمْ و الخصم لا يقول بذلك و يكون معنى الطبع و الختم العلامة المميزة بين الكافر و المؤمن و المنع أنما يصح في القادر لأن من ليس بقادر على الشي‌ء غير معقول.

18/ 14- 13

قوله سبحانه إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَ زِدْنٰاهُمْ هُدىً. وَ رَبَطْنٰا عَلىٰ قُلُوبِهِمْ الربط هو الشد في الأصل و لا تعلق بذلك في باب الإيمان و ليس فيه ما به ربط على قلوبهم و إنما فيه الإخبار عن الربط.

اسم الکتاب : متشابه القرآن و مختلفه المؤلف : ابن شهرآشوب    الجزء : 1  صفحة : 152
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست