اسم الکتاب : متشابه القرآن و مختلفه المؤلف : ابن شهرآشوب الجزء : 1 صفحة : 151
تقدس و تطيع و لا تعصي أولا بالاستخلاف في الأرض و إذا كان في ذريته
من يفسد و يسفك الدماء فعلم آدم جميع أسماء الأجناس أو أكثرها ثم قال أَنْبِئُونِي بِأَسْمٰاءِ هٰؤُلٰاءِ إِنْ
كُنْتُمْ صٰادِقِينَ مقررا لهم و دالا على
اختصاص آدم بما لم يخصوا به فلما اعترفوا بذلك قال لهم تعالى- أَ لَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ
السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ وَ أَعْلَمُ مٰا تُبْدُونَ وَ
مٰا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ
و روي عن النبي ع كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه
و ينصرانه و يمجسانه
الخبر تكلم
الناس في ذلك فروي أنه قال التوحيد و قال أبو عبيد- صِبْغَةَ
اللّٰهِ دين الله و فِطْرَتَ اللّٰهِ الَّتِي
فَطَرَ النّٰاسَ عَلَيْهٰا و قال ابن قتيبة يعني بذلك حديث الذر
في الأصلاب و قال الجبرية أي خلق على كفر أو على إيمان و قال محمد بن الحسن كان
هذا في أول الإسلام قبل أن أمر الناس بالجهاد و الفطرة في اللغة هو الابتداء يقال
فطر ناب البعير و قال مجاهد في قوله- السَّمٰاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ أي منشق و
قال غيره فٰاطِرِ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ أي
مبتدعهما فيكون معنى الآية و الخبر كل مولود يولد على الفطرة أي ابتداء الخلقة كان
الله تعالى لما ابتدأهم و ابتدعهم فطرهم على العبودية له و نهاهم أن يعبدوا غيره
يدل عليه ما بعد الآية- لٰا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللّٰهِ
ذٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ و يؤيده قوله وَ مٰا
خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ إِلّٰا لِيَعْبُدُونِ فمنهم من اهتدى و
منهم من ضل من نفسه أو من غيره و قال الفراء سميت صبغة الله لأن اليهود و النصارى
كانوا يصبغون أولادهم فيقول الله عز و جل الزموا صبغة الله و قال بعضهم كانت
النصارى إذا أتى على أولادهم سبع سنين صبغوه في ماء نهر الأردن و كان ذلك لهم
بمنزلة الختان للمسلمين و تزعم النصارى أن المسيح صبغه يوحنا المعمودان و كان يسمى
هذا الفعل المعمودية- ابن حماد