منه شيء و قد علمنا الآن انّ الشيء أربعة فيعتق منه أربعة و ذلك
خمساه و له ثلاثة أشياء من كسبه، و قد عرفت انّ الشيء أربعة فله اثنا عشر، و هي
نسبة ما عتق منه، لأنّ الاثني عشر خمسا كسبه و للورثة باقيه ستة، و هي ثلاثة أخماس
كسبه ثمانية عشر، و المجموع أربعة و عشرون و ذلك ضعف ما عتق منه، لأنّ الأربعة
التي نفذ فيها العتق من العشرة في الحقيقة اثنا عشر من قيمة الأولى التي هي ثلاثون.
و على
الاحتمال الثاني نقول: عتق منه شيء و له من كسبه شيء و للورثة ستة أشياء، و هي
ضعف ما عتق منه، لما بيّناه من انّ الشيء الذي نفذ فيه العتق من نفسه في تقدير
ثلاثة أشياء، فيكون للورثة ضعفها ستة أشياء، فتقسّم الأربعون- أعني قيمته الآن و
كسبه- على ثمانية، يخرج الشيء منها خمسة، و قد كنا قلنا: عتق منه شيء، و قد ظهر
انّ الشيء خمسة، و هي نصف قيمته الآن فيعتق نصفه، فله من كسبه شيء و هو خمسة، و
يبقى للورثة ثلاثون، خمسة من نفسه- و هي نصفه- و خمسة و عشرون من كسبه، و المجموع
ثلاثون، و ذلك في الحقيقة ضعف ما نفذ فيه العتق، لأنّ نصف العبد الذي ينفذ فيه
العتق محسوب عليه بخمسة عشر بالقياس إلى القيمة الاولى، فيجب أن يكون للورثة ضعفها
ثلاثون، و قد حصل لهم ذلك.
و على
الاحتمال الثالث نقول: عتق منه شيء و له من كسبه ثلث شيء، لأنّ المتخلّف من
الكسب بعد جبر النقص بالعتق عشرة، و هي ثلث قيمة الاولى، و للورثة شيئان يقابلان
ما عتق منه، فالعبد و كسبه في تقدير ثلاثة أشياء و ثلث شيء، فالشيء من الأربعين
إذا اثنا عشر فيعتق كلّه، لأنّ قيمته عشرة، و له من الكسب تتمّة الشيء الذي هو
اثنا عشر و ذلك ديناران، و له ثلث شيء و هو أربعة فيكمل معه من الكسب ستة هي
التتمّة و ثلث الشيء، و للورثة باقي الكسب أربعة