و قد اختلف الناس في
معنى قول النبي ص من غشنا فليس منا. فقال قوم يعني ليس منا من أهل ديننا. و قال
قوم آخرون يعني ليس مثلنا. قال قوم آخرون ليس من أخلاقنا و لا فعلنا لأن ذلك ليس
من أخلاق الأنبياء و الصالحين. و قال قوم آخرون لم يتبعنا على أفعالنا و احتجوا بقول
إبراهيم ع فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي فأي[4] وجه من هذه الوجوه كان مراده ص فالغش
بها منهي عنه
[1]. و نهوا عن الغش و الخداع، و لا بأس بخلط
النوعين إذا غلب الدنىء منهما، و يبيع بيعه، و لا خير في ذلك إذا غلب الجيد و خفى
الدنىء فيه و يبيع بيعة الجيد، و نهوا عن النفخ في اللحم للبيع و لا بأس بالسلع
بين الجلد و اللحم، و نهوا عن التطفيف و عن التصرية و هو أن يجمع اللبن في ضرع
البهيمة و يترك المشترى المصراة الخيار فيه، فيها ثلاثا، و إن شاء ردها و ردّ
بيعها صاعا من تمر، و نهوا عن النجش و هو الزيادة في السلعة، و لا يريد المشترى
شراها إلّا يسمعه غيره فيزيد على زيادته، و ما كان من زيادة الوزن و الكيل ممّا
يتغابن بمثله الناس فلا بأس، و إذا تفاحش فهو خلط و لا خير فيه ه من الاقتصار.
[2]. حش ه- الخلابة الخداع من شم- في د، الخلابة
الخديعة باللسان.
[3]. كذا في س، زيد« فى الإيمان» فى الحاشية في ه
و« بالإيمان» فى ط، و في المتن في د، ى، ع، و الزيادة غ.