ذكر الرغائب في العلم و الحض عليه و فضائل طالبيه[1]
قال الله عز و جل[2]- فَسْئَلُوا
أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ و قال جل ثناؤه[3]- هَلْ
يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ
أُولُوا الْأَلْبابِ و قال تباركت أسماؤه[4]- بَلْ هُوَ
آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ و قال عز و جل[5] يَرْفَعِ
اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ وَ
اللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ و قد بينا فيما تقدم[6] أن المراد بهذا ما هو في معناه من
كتاب الله عز و جل الأئمة الطاهرون من أهل بيت رسول الله ص فهم أهل العلم الذين
استودعهم الله عز و جل إياه و فضلهم به و خصهم بنوره و جعلهم حفظته[7] و خزنته و
المستحفظين عليه و القائمين به و المؤدين له و قصر الأمة فيه عليهم و أمرهم برد
المسألة فيما لا يعلمون إليهم و فضل أولياءهم بولايتهم و شرفهم بالأخذ عنهم و
التسليم لأمرهم و التدين بطاعتهم و قد ذكرنا من ذلك جملا في الباب الذي قبل هذا
الباب و نذكر الآن في هذا الباب فضل الأخذ[8]
عنهم و التعلم منهم و ممن قام بالعلم بأمرهم
[9].- اعلم يا أخى بأن طالب العلم يحتاج إلى سبع
خصال أولها: السؤال، ثم:D glosses -- الاستماع، ثمّ التفكر، ثمّ العمل به، ثمّ طلب
الصدق من نفسه، ثمّ كثرة الذكر أنّه من نعم اللّه ثمّ ترك الإعجاب بما يحسنه، و
العلم يكسب صاحبه عشر خصال محمودة: أولها الشرف و إن كان دنيا و العز و إن كان
مهينا، و الغنى و إن كان فقيرا، و القوّة و إن كان ضعيفا، و النبل و إن كان حقيرا.
و القرب و إن كان بعيدا، و القدر
و إن كان ناقصا، و الجود و إن كان بخيلا، و الحياء و إن كان صلفا، و المهابة و إن
كان وضيعا، و السلامة و إن كان سفيها، من رسالة الأخلاق.