و قالوا ذلك يجزئ عن
السواك و رغبوا في ذلك و لم يروا المضمضة و الاستنشاق في أصل الوضوء لأن الله عز و
جل لم يذكرهما و لكن فعلهما رسول الله ص و هما سنة في الوضوء و لا يجب أن يتعمد
تركهما و لا أن يتهاون بهما و ليس على من نسيهما أو جهلهما إعادة كما يكون عليه
إذا ترك عضوا من الأعضاء الأربعة التي أمر الله عز و جل بالغسل و المسح عليها و هي
الوجه و اليدان و الرأس و الرجلان[2] قال و يجزئ
غرفة واحدة للمضمضة و الاستنشاق ثم أمروا بعد المضمضة و الاستنشاق بغسل الوجه من
أعلى الجبهة و حيث ما بلغ منبت الشعر إلى أسفل الذقن مع جانبي الوجه و إشراب
العينين و إسباغ ذلك بالماء و المسح باليدين عليه و أن يغسل كذلك ثلاث مرات فذلك
أفضل و إن غسل مرتين أو مرة واحدة سابغة أجزأه ذلك و لا تجزئ الثلاث إلا أن تكون
إحداهن سابغة و أمروا في ذلك بتخليل اللحية و إدخال الأصابع فيها ليصل الماء إلى
البشرة أمر ندب و مبالغة في الفضل و إن لم يخلل الرجل لحيته و أمر الماء عليها
أجزأه ذلك و كفاه. و أمروا بالبدء بالميامن في الوضوء من اليدين و الرجلين و أنه
إن بدأ باليسرى ثم غسل اليمنى أعاد على اليسرى ما كان في الوضوء و بذلك يؤمر و لا
ينبغي أن يتعمد البدء بالمياسر و إن جهل ذلك أو نسيه حي صلى لم تفسد صلاته. و
أمروا بغسل اليدين إلى المرفقين ثلاثا أو اثنتين و واحدة سابغة تجزئ و لا تجزئ
الثلاث إن لم يكن فيها واحدة سابغة و يمر الكفين على الذراعين إلى