المرفقين لأن قوله عز و جل إِلَى الْمَرافِقِ[1] و إلى هاهنا في
معنى مع كقوله عز و جل[2]- وَ لا
تَأْكُلُوا أَمْوالَهُمْ إِلى أَمْوالِكُمْ معناه مع أموالكم. و
أمروا بتحريك الخاتم في الوضوء ليصل الماء إلى ما تحته من الإصبع. ثم أمروا بمسح
الرأس مقبلا و مدبرا يبدأ من وسط رأسه فيمر يديه جميعا على ما أقبل من الشعر إلى
منقطعه من الجبهة ثم يرد يديه من وسط الرأس إلى آخر الشعر من القفا و يمسح مع ذلك
الأذنين ظاهرهما و باطنهما و يمسح عنقه يمسح على ذلك كله في مرة واحدة و إن مسحه
ثلاثا يبتغي بذلك[3] الفضل من
غير أن يرى أن ذلك لا يجزئ غيره فحسن. ثم أمروا بعد ذلك بالمسح على الرجلين و هو
قول الله عز و جل[4]- فَاغْسِلُوا
وُجُوهَكُمْ وَ أَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرافِقِ وَ امْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ و أرجلِكم إِلَى
الْكَعْبَيْنِ على قراءة من قرأ و أرجلِكم خفضا فجعل ذلك نسقا على مسح
الرأس[5] و هي قراءة
أهل البيت ص و من وافقهم من قراء العامة-
في حديث طويل ذكره و بين
ذلك فيه ص اختصرناه. و من غسل رجليه تنظفا و مبالغة في الوضوء و لابتغاء الفضل و
خلل أصابعه فقد أحسن و هو أكثر ما يستعمل للتنظف و الاستنقاء و لكن لا ينبغي أن
يجعل ذلك فرضا لا يجزئ غيره و قد جاء عن الأئمة ص أن المسح يجزئ و هذا تمام الوضوء
كما قال الله عز و جل و نهوا أن يقدم منه ما أخر الله عز و جل أو أن يؤخر ما قدم و
لكن يبدأ بما بدأ الله به عز و جل بعد أن يستنجى من الغائط و البول على ما قدمنا
ذكره فيغسل بعد ذلك الوجه ثم اليدين ثم يمسح بالرأس