اقول: قد مر له الجواب على الوجه الّذي اراده، ثم اورد عليه ما لا
يرد على ذلك اصلا. و تقرير الجواب على وجه ان حقيقة الخبر هو الحكاية عن النسبة
الخارجية اما على الوجه المطابق و حينئذ يكون صادقا، او على الوجه المخالف و حينئذ
يكون كاذبا. فحيث ينتفى الحكاية عن النسبة الخارجية لا يتحقق الخبر. و قول القائل:
«كلامىاليوم كاذب» اذا جعل اشارة الى نفس ذلك الكلام
لا تكون تلك النسبة الذهنية التى هى مدلوله حكاية عن نسبة خارجية اصلا، و لم
يشربها الى خارج بالمطابقة، فلا يكون خبرا حقيقة. الا ترى ان قائلا لو قال: «كلامىهذا صادق» يشير الى نفس ذلك الكلام لم يكن خبرا بل ربما نسبه العقلاء
الى ما يكون[2]. هذا تقرير
المجيب و اين هذا مما ذكره؟! اذ حاصل هذا التقرير منع كون هذا الكلام على هذا
[1] - يعنى الامير صدر الدين الدشتكى، و هذا رد على جوابه عن
الشبهة، الّذي مرّ في أول الفصل.