اسم الکتاب : مجموعه رسائل فلسفى صدر المتالهين المؤلف : ملا صدرا الجزء : 1 صفحة : 471
فى الواقع، فلا يكون حكاية عن نفسها، اذ محاكاة الشيء عن نفسه غير
معقول، و لأجل ذلك صار احتمال المطابقة و اللامطابقة من خواص التصديقات، فان
الصورة ما لم يقصد بها المحاكاة عن امر واقعى لا يجرى فيها التخطئة و التغليط. الا
يرى ان التصور اذا تصدى ان ينقش صورة ما من غير قصد الى الحكاية عن شيء معين فليس
لاحد تخطئة في ذلك النفس. فاما اذا تصدى تصويرا على انه مثال زيد مثلا توجه عليه
الاعتراض لعدم المطابقة.
و من هاهنا يعلم الفرق بين الجملة الخبرية و الانشائية المنقولة
عنها، نحو قولك: «الحمدللّه» على سبيل و لا[1]؛ و الفاظ العقود في حالتى قصد الاخبار و الانشاء،
فانها في حال الاخبار حكاية عن الواقع، و قد بيّن ان الخبر لا يكون حكاية عن
النسبة التى هى مضمونه، فلا يتناول قوله: «كلكلامى كاذب» لنفس هذا الكلام، فانه من تلك
الحيثية لا يحتمل الصدق لا عهد[2]، و حينئذ فيختار كونه لانتفاء موضوعه فيلزم، و لا يلزم من كونه اتصافه
بالصدق او المقدم و ليس بصادق و لا كاذب. فتأمل بالخير.
من فوائد المولى الفاضل الكامل جلال الدين محمد الدوانى- قدس سره-