responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجموعه رسائل فلسفى صدر المتالهين المؤلف : ملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 159

فيه قوة و استعداد خاص مخالف لاستعداد حصول نفس او صورة اخرى بالفعل، فيلزم ان يكون في جرم واحد استعدادات غير متناهية مجتمعة، و ذلك معلوم الفساد. و هذا ما ادّت إليه‌ [1] افكار الحكماء، و ليس المخلص منه الّا بالتشبث باذيال الأنبياء، كما قيل:

فكر بهبود خود اى دل ز در ديگر كن‌

 

درد عاشق نشود به بمداواى حكيم‌

 

تخلص قدسى‌

فالحق ان الصور التى يستلذّها السعداء و التى يشقى بها الاشقياء ليست هى تصورات الافلاك و ما في حكمها، بل هى مما اعدّت لهما في دار اخرى و صقع آخر كما وعدها الشريعة الالهية، و لهم ابدان اخروية متناسبة [2] لنفوسهم بهيئاتها و اخلاقها، و انّما تضاهى‌ [3] تلك الابدان و الصور نفوس هاتين الطائفتين بضرب من الفعل و التأثير، كما انّ المرائى مظاهر الصور التى يقع فيها بضرب من القبول للاثر، و لا منافاة بين صدور الفعل عن قوة بجهة و انفعالها عنه‌ [4] بجهة اخرى، كما انّ الصحة و المرض في هذه الدار ينشئان من النفس في البدن، كما هو التحقيق بواسطة سبق حركات و افعال تغيّر [5] المزاج، ثم تنفعل النفس منهما و يكون من احدهما في راحة و من الاخرى في تعب و مشقة، و ذلك لكونها ذات جهتين قوة و فعل، و كمال و نقص، يفعل بإحداهما و ينفعل بالاخرى.

و هكذا يكون حالها في الآخرة بحسب سابقة فعل الطاعات و الحسنات او اقتراف المعاصى و السيئات المؤديتين الى الصور الحسنة و القبيحة عند تجسّم الاعمال و تصور الاعمال، فيتنعّم‌ [6] بها او يتعذب منها. و هاتان الجهتان لم تزالا موجودتين في النفس ما لم تصر عقلا بسيطا صرفا يكون علّاما و فعّالا بجهة واحدة


[1] - الف: ادّت به.

[2] - الف: مناسبة.

[3] - يمكن أن يقرأ «يظاهر».

[4] - م: فيه.

[5] - م: لغير.

[6] - فى النسخ: فينتقم.

اسم الکتاب : مجموعه رسائل فلسفى صدر المتالهين المؤلف : ملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 159
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست