اسم الکتاب : مجموعه رسائل فلسفى صدر المتالهين المؤلف : ملا صدرا الجزء : 1 صفحة : 158
ثم على تجويز كونها مرائى فرضا فانّما يكون المثل المرتسمة فيها هى
تخيّلات الافلاك و ما في حكمها لا تخيّلات هذه النفوس المفارقة عن الابدان، لانّ
تخيّلاتها غير تخيّلات هذه، فكيف يحكمون بانّ تلك الصور مما يتلذذ به السعداء او
يتعذّب به الاشقياء.
ثم ان من المعلوم المقرر كما اومأنا إليه انّ علاقة الجوهر الروحانى
بجرم لا تكون الّا لنسبة طبيعية بينهما، فأيّة[1]نسبة حدثت بينهما[2]بالموت
اوجبت اختصاصه و انجذابه من عالمه إليه دون غيره[3]من الاجرام، بل الى حيّزه دون سائر الاحياز من نوع ذلك
الجرم.
ثم انّ الاشقياء لا يتعذبون على ما اعترفوا به الّا بالصور المؤلمة
التى[4]هى هيئاتهم
الردية و تخيّلاتهم المردية و عقائدهم الباطلة الحاصلة من اوهامهم الخبيثة الفاسدة
دون الصورة النقية المطابقة لما هو الواقع في نفس الامر، و ذلك لان الكائن فى
القابل الّذي في غاية الخلوص كالاجرام العالية من الفاعل الّذي في غاية الشرف و
البهاء كالمبادى العقلية لا يكون من العلوم الّا امورا مطابقة لما هى عليه الامر
في نفسه، فلا يستتمّ ما قالوه و لا يستقيم ما تصوروه من كون جرم فلكى مما يتعذب به
الاشقياء [و] كما لم يجز ذلك في الجرم الفلكى، فكذلك لا تصح في جرم ابداعى[5]غير منخرق منحصر نوعه في شخصه[6]، لانّه كما تصوروه لا بدّ ان تكون له طبيعة
خامسة- كالافلاك- ممتنع[7]عليه
الحركة المستقيمة، فيكون حكمه حكمها في دوام استدارة الحركات و اخراج الاوضاع و
الكمالات من القوة الى الفعل على رأيهم سواء سمّى باسم الفلك أم لا، و لعلّ عدد
نفوس الاشقياء غير متناه فكيف يكون جرم دخانى متناه [الف- 15] موضوعا لتصرفاتها و
تصوراتها الادراكية الغير المتناهية، اذ لا امكن[8]من ان يكون فيه بإزاء كل تعلق من نفس به او لحصول صورة