اسم الکتاب : سه رسائل فلسفى المؤلف : الملا صدرا الجزء : 1 صفحة : 316
ليست الا عنايته بها و محبته لها و هي تابعة لمحبته تعالى ذاته
المقدسة و ناشية عنها؛ فان من ابتهج بشيء ابتهج بجميع ما يصدر عن ذلك الشيء من
حيث كونها صادرة عن ذلك الشيء. فالواجب تعالى يريد الاشياء لا لأجل ذواتها من حيث
ذواتها، بل لأجل انها صدرت [1] عن ذاته تعالى [2].
فالغاية له تعالى في الايجاد نفس ذاته المقدسة و كل ما كانت فاعليته
لشيء على هذا السبيل، كان فاعلا و غاية لذلك الشيء حتى ان اللذة فينا لو كانت
شاعرة بذاتها و كانت مصدر الفعل عنها، لكانت مريدة لذلك الفعل لذاتها و لاجل كونه
صادرا عن ذاتها، فكانت حينئذ فاعلا و غاية. و ما وجد كثيرا في كلامهم من: ان
العالي لا يريد السافل و لا يلتفت إليه و إلا لزم ان يكون مستكملا به، لا ينافي ما
ذكرناه؛ إذ المراد من الإرادة و الالتفات المنفيين عن العالي بالنسبة الى السافل،
هو ما هو بالذات و على سبيل القصد لا ما هو بالعرض و على سبيل التبعية.
فلو احب واجب الوجود مفعوله و اراده لأجل كونه اثرا من آثار ذاته، و
رشحة من رشحات فيضه، وجوده لا يلزم من احبابه تعالى له؛ كون وجوده له تعالى بهجة و
خيرا، بل بهجته انما هي بما هو محبوبة بالذات و هو ذاته المتعالية التي كل كمال و
جمال رشح و فيض من كماله و جماله، فالمحبوب و المراد بالحقيقة، نفس ذاته تعالى
لذاته.
قرأ الفارسي بين يدى (الشيخ ابي سعيد بن ابي الخير) قوله تعالى: «يُحِبُّهُمْوَ يُحِبُّونَهُ»
[2]برخى گويند: اراده صفت فعل حق است و جهت فرار از اعتقاد به
قدم، بعضى از ممكنات اراده را از حق تعالى سلب نمودهاند و جمعى از اصحاب خنّاس
قائل به تجدد اراده شدهاند و جماعتى به اخبار وارده از اهل بيت استدلال به نفى
اراده نمودهاند (ارادته فعله)؛ تمسك به اخبار و ظواهر در اعتقادات جائز نيست،
گرچه ظواهر و نصوص زيادى دلالت دارد بر تقدم اراده به افعال حق مثل:
اذا اراد اللّه لشيء (مراد از شيء قطعا معلول امكانى است) ان
يقول له كن فيكون. اما وجه بطلان قول كسى كه اراده را از صفت فعل مىداند، واضح
است.
اسم الکتاب : سه رسائل فلسفى المؤلف : الملا صدرا الجزء : 1 صفحة : 316