responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النّفس من كتاب الشّفاء لابن سینا المؤلف : حسن زاده الآملي، الشيخ حسن    الجزء : 1  صفحة : 228

بشهوتها إلى الحلاوة مثلا أن شيئا صورته كذا هو حلو لما كانت إذا رأته همّت بأكله ، كما أنه لولا أن عندنا نحن أن هذا الأبيض هو هذا المغنّى لما كنّا إذا سمعنا غناه الشخصى أثبتنا عينه الشخصية وبالعكس. ولو لم يكن فى الحيوان ما تجتمع فيه صور المحسوسات لتعذرت عليه الحياة ، ولم يكن الشمّ دالا لها على الطعم ، ولم يكن الصوت [١] دالا إياها على الطعم ، ولم تكن صورة الخشبة تذكّرها صورة الألم حتى تهرب منه ، فيجب لا محالة أن يكون لهذه الصور مجمع واحد من باطن.

وقد يدلنا على وجود هذه القوة اعتبارات أمور تدل على أن لها آلة غير الحواس الظاهرة منها نراه من تخيل المدور به أن كل شىء يدور ، فذلك إما عارض عرض فى المرئيات أو عارض عرض فى الآلة التى تتمّ بها الرؤية ، وإذا لم يكن فى المرئيات كان لا محالة فى شىء آخر.

وليس الدوار إلا بسبب حركة البخار فى الدماغ وفى الروح التى فيه فيعرض لتلك الروح أن تدور [٢] ، فتكون إذن القوة المرتبة هناك هى التى يعرض لها أمر قد فرغنا منه. ولذلك يعرض للإنسان دوار من تأمّل ما يدور كثيرا على ما أنبأنا به. وليس يكون ذلك بسبب أمر فى جزء من العين ، ولا فى روح مصبوب فيه [٣]. وكذلك تخيل استعجال [٤] المتحرك النقطى مستقيما أو مستديرا على ما سلف من قبل ، ولأن


[١] اى الصوت المسموع عند تصويب بعضها بعضها حال الورود على مطعوم. قوله : « المدور به » اى من به مرض دوار الرأس.

[٢] لذلك الروح ان يدور. نسخة.

[٣] والاّ لم يعرض لفاقد العين.

[٤] وكذلك نتخيل استعجال ـ نسخة.

اسم الکتاب : النّفس من كتاب الشّفاء لابن سینا المؤلف : حسن زاده الآملي، الشيخ حسن    الجزء : 1  صفحة : 228
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست