اسم الکتاب : الشفاء - الطبيعيات المؤلف : ابن سينا الجزء : 1 صفحة : 93
[الفصل الثاني] ب- فصل[1]فى
نسبة الحركة إلى المقولات
إنه قد اختلف فى نسبة الحركة إلى المقولات، فقال[2]بعضهم[3]: إن الحركة هى مقولة أن ينفعل، و قال بعضهم:
إن لفظة الحركة تقع على الأصناف التي تحتها بالاشتراك البحت: و قال
بعضهم: بل لفظة[4]الحركة لفظة مشككة مثل لفظة الوجود[5]، تتناول أشياء[6]كثيرة لا بتواطؤ و لا باشتراك بحت، بل بالتشكيك لكن الأصناف المدخلة
تحت لفظة الوجود و العرض دخولا أوليا هى المقولات و أما الأصناف الداخلة تحت لفظة
الحركة فهى أنواع أو أصناف من المقولات. فالأين[7]منه قار و منه سيال هو[8]الحركة
فى المكان، و لكيف قار و منه[9]سيال
هو[10]الحركة فى الكيف أى الاستحالة، و الكم منه قار و منه سيال و هو
الحركة[11]فى الكم أى النمو و الذبول. و ربما تمادى بعضهم فى مذهبه حتى قال و
الجوهر منه قار و منه سيال هو[12]الحركة
فى الجوهر أى الكون[13]و الفساد، و قال[14]إن
الكم السيال نوع من أنواع الكم المتصل لإمكان وجود الحد المشترك فيه، إلا أنه
يفارقه بأنه لا وضع له و للمتصل وضع و استقرار. قال و التسود و السواد من جنس
واحد، إلا أن السواد قار[15]و
التسود غير قار. و بالجملة فإن السيال فى كل جنس هو الحركة. فقال بعض هؤلاء لكنها
إذا نسيت إلى لعلة التي هى فيها كانت مقولة أن ينفعل أو إلى العلة[16]التي هى[17]عنها
صارت مقولة أن يفعل. و قوم خصوا هذا لاعتبار بالكيف السيال و أخرجوا[18]منها[19]مقولتى يفعل و ينفعل[20]. و
اختلف أصحاب هذا المذهب أعنى القول بالسيال، فمنهم من جعل لافتراق