اسم الکتاب : الشفاء - الطبيعيات المؤلف : ابن سينا الجزء : 1 صفحة : 212
[الفصل الثامن] ح- فصل[1]فى
انه لا يمكن أن يكون جسم او مقدار أو عدد ذو ترتيب غير متناه و انه لا يمكن أن
يكون جسم متحرك[2]بكلية او جزئية غير متناه
فنقول أولا[3]: إنه
من المستحيل أن يكون مقدار أو عدد فى معدودات لها ترتيب فى[4]الطبع أو فى الوضع حاصلا موجودا بالفعل غير ذى نهاية، و ذلك لأن كل
مقدار غير متناه، و كل معدودات ذوات ترتيب[5]فى الطبع لا نهاية لها، إما أن يكون ذهابها إلى ما لا نهاية له
بالفعل فى جهاتها كلها[6]أو
فى جهة واحدة فإن كانت فى جهاتها كلها، فلنا أن نفرض حدا فيها، كنقطة فى خط، أو خط
فى سطح، أو سطح فى جسم، أو واحد فى جملة عدد، و نجعله حدا، و نتكلم عليه[7]من حيث نحده حدا[8]، و نأخذ منه جزءا محدودا
مثلا، كآ ج من آ ب غير[9]المتناهى
منه[10]من جهة ب فلا يخلو إما أن يكون آب لو أطبق عليه مساو ل ج ب أو حوذى
أو اعتبرت مناسبة بينهما، أن يكون ذاهبا فى ما لا نهاية[11]مذهب[12]آ ب أو يقصر عن اب بمساو[13]ل
آ ح فإن كان آب مطابقا ل جب إلى غير النهاية، و ج ب جزءا و بعض من آ ب، فالكل و
البعض متطابقان، هذا خلف. و إن كان يقصر ج ب من آ ب فى جهة ب و، ينقص عنه فج ب
متناه و آب يفضل عليه ب آ ج[14]المتناهى
فآب متناه، و قد كان غير[15]متناه.
فبين من هذا بيانا واضحا أن وجود ما يتناهى بالفعل فى المقادير و الأعداد المرتبة
مستحيل. و لنبدأ[16]فى نمط آخر و نقول[17]: إنه
لا يجوز أن يكون جرم لا نهاية[18]له
متحركا، و ذلك أن الحركة لا تعقل إلا على[19]أحد وجهين: حركة يكون فيها استبدال مكان، و حركة لا يكون فيها
استبدال مكان. فأما الحركة التي يكون فيها استبدال مكان، فذلك مما يستحيل على
الجرم غير[20]المتناهى، أما إن كان غير متناه من