responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 7  صفحة : 269

و لا بالتسخير و لا بالإرادة و لا بالمشايعة و تحريكه للفلك إما بإعطاء المبدإ القريب إياه- الذي به التحرك حركة وضعية و إما بأن يكون هو المؤتم به و المعشوق للجوهر المتحرك حركة شوقية تتبعها الحركة الدورية لأنه الموجب له أشواقا متتالية و تخيلات متتابعة

و ثانيها أنا نقول الحركة المستديرة يمتنع أن تكون طبيعية

فهي لا محالة إرادية مستندة إلى نفس دراكة و الباعث لها في الحركة إما أمر شهوي أو غضبي أو غاية الحركة فيها جلب ملائم بدني أو رفع منافر بدني و هما منتفيان عن الفلك لأنه تام الخلقة لا يفتقر إلى غذاء و ليس له مضاد ليفتقر إلى دفعه فوجود الشهوة و الغضب فيه عبث معطل و الأغراض الحيوانية الحسية منحصرة في هذين الغرضين و ما يرجع إليهما فالغرض للأفلاك في حركاتها الشوقية أمر عقلي جازم غير مظنون و لا موهوم- و إلا لما دامت الحركات لأمر غير مجزوم و ليس الغرض أمرا حقيرا كنفع السافل أو ما يجري مجراه فحركتها لأجل كمال عقلي جليل الخطر فهي إما لتحصيل ذات عقلية أو للتشبه إليها و الأول غير ممكن فتعين الثاني و لا يمكن أن يكون المتشبه به- المتشوق إليه ذاتا واحدة هي الواجب جل ذكره و إلا لما اختلفت الحركات الفلكية قدرا و جهة فهي للتشبه إلى معشوقات كثيرة و إن صح أن يكون لها اشتراك في طلب المعشوق الأول لاشتراكها في دورية الحركات و اختلاف في طلب المعشوقات الثواني لاختلافها في جهات الحركات و أزمنتها فلكل منها معشوق يخصه هو إمام نفسه و مكملة بالتشويق و الايتمام به و التشبه به في التقرب إلى الحق الأول و التوسل إليه في الاستشراق في أشعة نور الأنوار و الاستقبال لتجليلات قدسه و كماله.

و ثالثها من جهة أن حركاتها غير متناهية و لا منقطعة

فلها مبدأ غير متناهي القوة و كل قوة جسمانية سواء كانت نفسا أو صورة منطبعة فهي متناهية القوة و الأثر فلا محالة مبدأ حركتها قوة مفارقة غير متناهي التأثير و التحريك و ليس ذلك هو الباري بلا توسيط- لأن الحركات الدائمة كثيرة و الواجب واحد محض فثبت كون العقول موجودة بهذه الوجود الثلاثة من هذا المنهج.

اسم الکتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 7  صفحة : 269
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست