responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 7  صفحة : 198

منه مثل كون الشي‌ء علة و معلولا [1] و إن كان التقيد و التحيث بها داخلا بشرط أن يكون التقيد بها مأخوذا على أنه تقيد لا على أنه قيد و التحيث تحيثا لا حيثية أي معنى حرفيا غير مستقل بالمفهومية كما علمت في الحصة من الفرق بينها و بين الفرد ثم الحيثية التقييدية قد تكون في العنوانات‌ [2] بحسب المعبر به و الحكاية دون المعبر عنه و المحكي‌


[1] المراد بالشي‌ء الحيثية فمثال كون الحيثية علة كأن يقال العقل الأول لانتسابه إلى الواجب منشأ للأطلس فإن الحيثية حينئذ تعليلة بخلاف ما إذا قيل لإمكانه منشأ الأطلس- فإن الحيثية حينئذ تقييدية و مثال كون الحيثية معلولا أن يقال الأرضية من حيث اليبوسة منشأ لتماسك أجزاء إلينا و ليس المراد بالشي‌ء في قوله مثل كون الشي‌ء علة و معلولا المحيث- و إلا كانت الحيثية تقييدية لا تعليلية لأن العلة إما علة بذاتها كالواجب بالذات تعالى فالعلية ذاته و إما علة لا بذاتها كالنار التي علة للإحراق بصورتها النوعية فالعلية جزؤها أو كجزئها و كذا كل علة إنما هي علة بالضمائم التي بها تصير عللا بالفعل بل تلك الضميمة بالحقيقة علة و العلية نفس ذاتها و كذا المعلول فالمعلولية عين ذات المجعول بالذات، س قده‌

[2] هذا منه غريب لأن الحيثية هنا أي في اللابشرط غير المقيد باللابشرطية و المطلق غير المقيد بالإطلاق إطلاقية لا تقييدية إلا في اللفظ و لا شغل لأهل المعنى باللفظ و الحكيم هو الباحث عن الحقائق ففي الحقيقة و في المعبر عنه ليس إلا الإرسال الصرف فالأبسط الأوضح في المقام أن يثلث القسمة كما قررنا في حواشينا على الأمور العامة و يقال إذا حيث شي‌ء بحيثية في التعبير فإما أين يكون المقصود من التحيث عدم التحيث في الموضوعية للحكم و من التقييد عدم التقييد و أن الموضوع بإطلاقه مستحق لحمل المحمول فالحيثية إطلاقية مثل قولنا الماهية من حيث هي لا موجودة و لا معدومة و إما أن يكون المقصود منه أنه جزء الموضوع من حيث هو موضوع مثل قولنا الجسم من حيث إنه مسطح أبيض و الجسم من حيث إنه أبيض مرئي و إما أن يكون المقصود تعليل الحكم مثل أن الإنسان من حيث إنه مدرك للأمور الغريبة متعجب- و أنه من حيث إنه متعجب ضاحك فالحيثية التعليلية خارجة عن الموضوع إذ العلة خارجة و المراد علة الوجود لا علة القوام و لكونها خارجة ليست مكثرة للموضوع فإذا قلنا الكرباس من حيث إنه أبيض مفرق لنور البصر كانت الحيثية تقييدية و إذا قلنا الكرباس من حيث صنعة القصار فيه مفرق له أو من حيث الشمس مفرق فالحيثية تعليلية فإنهما خارجان منفصلان عنه بخلاف البياض فإنه زائد متصل.

إن قلت التعجب و إدراك الأمور الغريبة و نحوهما أيضا زوائد متصلة و تؤخذ كالجزء للموضوع فتكون حيثيات تقييدية مكثرة للموضوع و الحال أنها تعليلية.

قلت نعم إذا اعتبرت هكذا كانت تقييدية و لكن بناء كونها تعليلية على كون الإنسان مثلا فقط موضوعا و جعل التعجب مثلا خارجا و علة للحكم لا جزء للموضوع فالتكثر الذي يتراءى إنما هو من اعتبار جعلها تقييدية لا من اعتبار جعلها تعليلية.

إن قلت علة الوجود خارجة عن المعلول لكن العلة هنا علة لحمل المحمول لا للموضوع ليكون خارجا عنه.

قلت بل هي علة للموضوع أيضا بمقتضى الحمل و إن الحمل هو الاتحاد في الوجود- فالمتعجب علة للإنسان الضاحك و المدرك للغرائب علة للإنسان المتعجب، س قده‌

اسم الکتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 7  صفحة : 198
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست