اسم الکتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة المؤلف : الملا صدرا الجزء : 7 صفحة : 196
و نقيض لا شيء من الحجر بإنسان هو ليس لا شيء من الحجر بإنسان لكن
لو صدق هذا السلب الاستغراقي المستوعب للجميع فيلزمه الإيجاب في البعض و لأجل ذلك
حكم الميزانيون بأن نقيض الإيجاب الكلي[1]سلب جزئي و نقيض السلب الكلي إيجاب جزئي
أصل آخر
لما تذكرت أن لمفهوم واحد نقيضا من طريق حمل هو هو و نقيض من طريق
حمل ذو هو فاستيقن أن المتناقضين من طريق حمل الاشتقاق كما استحال اجتماعهما بحسب
الجمل الاشتقاقي في موضوع واحد فكذلك يستحيل صدقهما مواطاة على موضوع واحد- فلا
يصح أن يحمل الحركة و اللاحركة على شيء واحد و أما المتناقضان على نحو الحمل
التواطي فإنما المستحيل اجتماعهما من حيث المفهوم بحمل على في موضوع واحد و هو حمل
هو هو لا اجتماعهما من حيث التحقق و الوجود في موضوع بعينه فإن ذلك غير ممتنع
فالسواد مثلا يوجد مع الحركة في موضوع واحد و كل منهما نقيض الآخر بالمعنى الذي مر
ذكره فقد اجتمع النقيضان في موضوع واحد و السر في ذلك أن السواد ليس نقيض الحركة
بالذات بل فرد لما هو نقيضه بالعرض بحسب حمل التواطي و كذا الحركة بالقياس إلى
السواد فالسواد و اللاسواد نقيضان مواطاة و كذا اشتقاقا أعني ذا السواد و لا ذا
السواد[2]و أما ذو
السواد و ذو اللاسواد فلا تناقض بينهما إذ الموضوع إذا
[1]و ذلك لكذب الكليتين معا عند كون الموضوع أعم كقولنا كل
حيوان إنسان و لا شيء من الحيوان بإنسان و صدق الجزئيتين معا عنده كقولنا بعض
الحيوان إنسان و بعض الحيوان ليس بإنسان، ط مد
[2]يتراءى أنه ينبغي أن يقال أعني ذا السواد و ذا اللاسواد و
قد نفاه صريحا مع أنه المناسب لأن المتناقضين اشتقاقا ليس إلا أن يكون المحل الذي
هو ذو السواد مثلا ذا اللاسواد- و إذا نسب السواد إلى المحل بكلمة في لم ينسب
اللاسواد إليه بها فنقول مراده كما يشير إليه بقوله نعم إلخ أنهما نقيضان اشتقاقا
أيضا بأن يكون المحل ذا السواد و ذا اللاسواد- كما قلتم و جعلتموه الظاهر لكن ذا
اللاسواد بمعنى لا ذا السواد فإن ذا اللاسواد له معنيان أحدهما ذو اللاسواد بمعنى
ذو معروض اللاسواد كالحركة و هو لا يناقض السواد بل هما خلافان و هذا ما قال ره و
أما ذو السواد إلخ و ثانيهما ذو رفع مطلق السواد لأن رفع الطبيعة برفع جميع
أفرادها و لم يرفع السواد هنا إلا عن الحركة لا عن الموضوع لأنه متصف بالسواد في
مثالنا، س قده
اسم الکتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة المؤلف : الملا صدرا الجزء : 7 صفحة : 196