responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 4  صفحة : 81

من الامتزاج الحادث من الكيفيات المتضادة انتهى.

و قد مثل الشيخ‌ حال الميلين الطبيعي و القسري كما يشاهد في الحجر المرمي حالتي صعوده و هبوطه و كيفية التقاوم بينهما بحال الماء في حدوث الحرارة- المنبعثة فيه من تأثير غيره حيث يبطل به البرودة المنبعثة من طباعه إلى أن تزول تلك الحرارة بأسباب خارجة شيئا فشيئا فيعود انبعاث البرودة من طباعه فإنه لا يجتمع في الماء حرارة و برودة بل يكون أبدا مكيفا بكيفية واحدة متوسطة بين غايتي الحرارة الغريبة و البرودة الذاتية تارة أميل إلى هذه فتسمى حرارة و تارة أميل إلى تلك فتسمى برودة و تارة متوسطا بينهما فلا تسمى باسميهما و ذلك بحسب تفاعل الحرارة العارضة و الطبيعة مع ما يعاونها من الأمور الخارجية كالهواء المبرد الحاوي لذلك الماء فكذلك لا يجتمع في جسم ميلان- بل يكون دائما ذا ميل واحد شديد أو ضعيف قسري أو طبيعي و عند تقاوم الميل القسري و الطبيعة- كأنه ينعدم الميل بالكلية لكن الفرق بين الميلين الطبيعي و القسري للحجر و بين البرودة الذاتية و الحرارة القسري للماء أن خلو الجسم من الميل ممكن كما في كونه عند حيزه الطبيعي و كما في حالة سكونه بين الحركتين الصاعدة القسرية و الهابطة الطبيعية و كما في الحلقة التي تجاذب طرفاه بقوتين متساويتين و لكن خلو الماء عن مرتبة من الحرارة و البرودة غير ممكن لأن بعض الأضداد يجوز خلو الموضوع القابل عنها و بعضها لا يجوز خلوه عنها.

و تاسعها أنه هل يجوز اجتماع الميلين إلى جهة واحدة

أحدهما طبيعي و الآخر غريب أما الجسم الإبداعي الذي وجد على كماله الأتم من غير عائق عن ميلها الطباعي- كالأفلاك في حركاتها الوضعية و كالعناصر الكلية في حركاتها لو فرض في العالم خلاء- و هي في غير أحيازها كان ذلك ممتنعا لأن قاعدة الإمكان الأشرف دلت على أنها في أقصى الممكن من قواها الطبيعية فميولها بالغة إلى الغاية فلا يمكن الزيادة عليها من خارج- و أما في غيرها حيث يكون الجسم معارضا بما يدفعه مثل الحجر الهاوي فإن الهواء يقاومه في ميله فلا يبعد أن يحصل معه معاون من ميل خارج يوجب سرعة حركته.

اسم الکتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 4  صفحة : 81
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست