responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 4  صفحة : 80

بأمر خارج لكن المحسوس من هذه الأقسام ليس إلا الميل المكاني و القسري منه يختلف الأجسام في قبوله و التعصي عنه بأمور ذاتية أو عرضية فالاختلاف الذاتي هو ما بحسب قوة الميل الطباعي و ضعفها فالأقوى بحسب الطبع أكثر تعصيا و امتناعا- من قبول الميل القسري و الأضعف أقل امتناعا و الاختلاف العرضي إما لعدم تمكن الفاسد منه كالرملة الصغيرة أو لعدم تمكنه من دفع الممانع كالتنبيه أو لتخلخله الذي لأجله يتطرق إليه الموانع بسهوله كالريشة أو لغير ذلك.

و ثامنها أنه كما يجوز اجتماع حركتين متخالفتي الجهة في جسم واحد

إحداهما بالذات و الأخرى بالعرض كحركة الشخص بنفسه في سفينة متحركة يحركه بالعرض كذلك يجوز أن يوجد ميلان مختلفان في جسم واحد بالفعل أحدهما بالذات و الآخر بالعرض كحجر يحمله إنسان يمشي فإنه يحس بثقله و هو ميله بالذات و يخرق الهواء منه و هو ميله بالعرض الذي للإنسان بالذات لكن لا يجوز اجتماع ميلين متخالفين أحدهما بالطبع و الآخر بالقسر كما لا يجوز اجتماع حركتين مختلفتين كذلك نعم الميل يشتد و يضعف أما الطبيعي فبحسب اختلاف الجسم ذي الطبيعة في الكم فالأكبر أشد ميلا من الأصغر أو في الكيف كالتكاثف و التخلخل فالأكثف أشد ميلا للهبوط من الألطف و بالعكس للصعود و في الوضع كاندماج الأجزاء و انتفاشها- و قد يختلف أيضا بأسباب خارجة من رقة قوام المسافة و غلظه و أما القسري فبحسب ما أشرنا إليه.

إذا تقرر ذلك فاعلم‌ أنه إذا طرأ على جسم ذي ميل طبيعي بالفعل ميل قسري- يتقاوم السببان أعني القاسر و الطبيعة فإن غلب القاسر و صارت الطبيعة مقهورة حدث ميل قسري و بطل الطبيعي ثم أخذ الموانع الخارجية مع الطبيعة في إفنائه قليلا قليلا- فيأخذ الميل القسري في الانتقاص و قوة الطبيعة في الازدياد إلى أن تقاوم الطبيعة الباقي من الميل القسري فيبقى الجسم عديم الميل ثم تجدد الطبيعة ميلها مشوبا بآثار الضعف الباقية فيها و يشتد بزوال الضعف فيكون الأمر بين قوة الطبيعة و الميل القسري قريبا

اسم الکتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 4  صفحة : 80
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست