اسم الکتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة المؤلف : الملا صدرا الجزء : 4 صفحة : 82
و عاشرها أن المعتزلة من المتكلمين يسمون الميل اعتمادا
و يقسمون الاعتماد إلى لازم كاعتماد الثقيل إلى السفل و الخفيف إلى
فوق و غير الطبيعي مختلفا و منهم من جعل الاعتماد في الجسم واحدا لكنه يسمى بأسماء
مختلفة بحسب الاعتبار فيسمى اعتماد واحد بالنسبة إلى السفل ثقلا و إلى العلو خفة و
إن لم يكن له بالنسبة إلى سائر الجهات اسم مخصوص.
و ذهب بعض آخر إلى أنها متعددة متضادة لا يقوم بجسم واحد اعتمادان
بالنسبة إلى جهتين و منهم كالجبائي على أن الاعتماد لازما كان أو مختلفا غير باق.
و قال أبو هاشم بل اللازم باق بحكم المشاهدة كما في الألوان و الطعوم
و قال الجبائي إن الاعتماد لا يولد حركة و لا سكونا و إنما ولدهما الحركة- فإن من
فتح بابا أو رمى حجرا فما لم يتحرك يده لم يتحرك المفتاح و لا الحجر ثم الحركة في
المفتاح و الحجر تولد حركة بعد حركة و تولد سكونه في المقصد و أبو هاشم على أن
المولد للحركة و السكون هو الاعتماد.
و استدل أيضا بأن حركة الرامي متأخرة عن حركة الحجر المرمي لأنه ما
لم يندفع الحجر من حيزه امتنع انتقال يد الرامي إليه لاستحالة التداخل بين الجسمين
و هو ضعيف لأنه إن أريد التأخر بالزمان فاستحالة التداخل لا يوجب ذلك- لجواز أن
يكون اندفاع هذا و انتقال ذلك في زمان واحد كما في أجزاء الحلقة التي تدور على
نفسها بل الأمر كذلك و إلا لزم الانفصال و إن أريد بالذات فالأمر بالعكس- إذ ما لم
يتحرك اليد لم يتحرك الحجر و لهذا يصح أن يقال تحركت اليد فتحرك الحجر دون العكس
فالأقرب لمن قال بالتوليد أن المولد للحركة و السكون قد يكون هو الحركة و قد يكون
الاعتماد فإنه يولد أشياء مختلفة من الحركات و غيرها بعضها لذاته من غير شرط
كتوليد الحركة لأنه السبب القريب لها و بعضها بشرط كتوليده أوضاعا مختلفة للجسم
بشرط حركاته و كتوليد عود الجسم إلى حيزه الطبيعي بشرط خروجه عنه و كتوليده للألم
بشرط توليده تفرق الاتصال و الأصوات بشرط توليده المصاكة.
اسم الکتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة المؤلف : الملا صدرا الجزء : 4 صفحة : 82