responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 49

الحصص فقد حرفوا الكلم عن مواضعها و إني قد كنت شديد الذب عنهم في اعتبارية الوجود و تأصل الماهيات حتى أن هداني ربي و انكشف لي انكشافا بينا أن الأمر بعكس ذلك و هو أن الوجودات هي الحقائق المتأصلة الواقعة في العين و أن الماهيات المعبر عنها في عرف طائفة من أهل الكشف و اليقين بالأعيان الثابتة ما شمت رائحة الوجود أبدا كما سيظهر لك من تضاعيف أقوالنا الآتية إن شاء الله و ستعلم أيضا أن مراتب الوجودات الإمكانية التي هي حقائق الممكنات ليست إلا أشعة و أضواء للنور الحقيقي و الوجود الواجبي جل مجده و ليست هي أمور مستقلة بحيالها و هويات مترئسة بذواتها بل إنما هي شئونات لذات واحدة و تطورات لحقيقة فاردة كل ذلك بالبرهان القطعي و هذه حكاية عما سيرد لك بسطه و تحقيقه إن شاء الله تعالى.

و بالجملة فقد تبين لك الآن أن مفهوم الوجود العام و إن كان أمرا ذهنيا مصدريا انتزاعيا لكن أفراده و ملزوماته أمور عينية كما أن الشي‌ء كذلك بالقياس إلى أفراده من الأشياء المخصوصة فنسبة مفهوم الوجود إلى أفراده كنسبة مفهوم الشي‌ء إلى أفراده لكن الوجودات معان مجهولة الأسامي سواء اختلف بالذات أو بالمراتب الكمالية و النقصية شرح أسمائها أنها وجود كذا و وجود كذا و الوجود الذي لا سبب له ثم يلزم‌ [1] الجميع في الذهن الوجود العام البديهي و الماهيات معان معلومة الأسامي و الخواص‌


[1] مفهوم الوجود العام البديهي من الاعتبارات الذهنية التي لا تحقق لها في خارجه- لا كالإنسان الموجود في الخارج بوجود خارجي و في الذهن بوجود ذهني مثلا إذ لو كان مفهوم الوجود من هذا القبيل كان ماهية دائرة بين الوجودين و كانت حقيقة الوجود جائز الحصول في الذهن و قد تقدم امتناعه و أما أن هذا المفهوم كيف انتزع من حقيقة الوجود و هي لا تحل الذهن و الذهن لا ينتقل إلى الخارج فسنوضحه إن شاء الله في بعض المباحث الآتية و هذا الذي ذكرناه هو معنى قوله ره ثم يلزم الجميع في الذهن الوجود العام البديهي فالذهن ظرف للازم لا لمجموع الملزوم و اللازم، ط مد

اسم الکتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 49
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست