responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 417

و منها أن وجود المعلول بحسب حقيقته يتقوم بوجود علته بحيث لا يمكن تصور ذلك بدونه.

و اعلم أن مراده من الماهية المركبة [1] الماهية الإمكانية مع اعتبار الوجود لها سواء كانت في حد نفسها بسيطة أو مركبة

شك و دفع:

ربما يتوهم متوهم أن الوجود وحده لا يمكن أن يكون معلولا لأن الوجود طبيعة واحدة فلو كان تأثير العلة فيه وحده لكانت علة صالحة لكل معلول مثلا سخونة الماء يحتاج في فيضانه عن العلة المفارقة إلى شرط و إلا لكانت دائمة بدوام المبدإ المفارق فالمتوقف على ذلك الشرط لو كان وجود السخونة دون ماهيتها لزم أن يتحقق وجود السخونة بتحقق ما هو شرط لوجود البرودة كالماء لأن وجود البرودة مساوق لوجود الحرارة فما هو شرط لذلك يكون شرطا لهذا فيلزم فيضان وجود السخونة عند ملاقاة الماء لأن الماهية قابلة و الفاعل فياض و الشرط حاصل فيجب المعلول و من هذا يلزم حصول كل شي‌ء- و هو بديهي البطلان يدفعه الحس و العيان.

و أنت بعد إتقان الأصول التي سبقت منا لا تفتقر إلى زيادة تجشم لإزالة أمثال هذه الشكوك فتذكر.

تنبيه: احذر يا حبيبي من سوء الفهم لدقيق كلام الحكماء-

و لطيف أقاويلهم و إشاراتهم إلى المعاني الدقيقة إذ كثير من الناس لما سمع قولهم إن الجوهر جوهر لنفسه و العرض عرض لنفسه و لم يفهم المراد فظن أنهم يقولون إنها مستغنية عن الجعل و التأثير رأسا و ليس الأمر كما توهموه و إنما قالت الحكماء هذا القول لأنك لما تأملت الوجودات و تصفحت أحوالها و لوازمها وجدت الوجودات موصوفات و ملزومات و المعاني الكلية و المفهومات الذهنية كلها صفات‌


[1] و لعله لما توهم من كلامه أن الماهيات المركبة مجعولة دون البسائط كما أشار المحقق الطوسي قدس الله نفسه في التجريد بقوله و كما يتحقق الحاجة إلى الجاعل في المركب كذلك في البسيط أراد المصنف قدس سره بيان مراده، س ره‌.

الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة ؛ ج‌1 ؛ ص418

 

اسم الکتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 417
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست