responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 389

بالعرض و سراية الحكم على الشي‌ء بالذات إلى شي‌ء آخر بالعرض لا يوجب أن يتعدى منه إلى ثالث فكيف إلى ما بعده.

ثم يجب لك أن تعلم أن العلاقة اللزومية بين الأشياء إنما يتحقق باعتبار وجوداتها لا باعتبار ماهياتها اللهم إلا في لوازم الماهيات من حيث هي هي و المتمثل في الذهن من الموجودات الخارجية هي ماهياتها و مفهوماتها لا هوياتها الوجودية و أشخاصها العينية كما سبق فالمعلوم للعقل ماهية الشي‌ء و المستتبع للوازمه العينية هو وجوده العيني فلا يلزم من تعقل شي‌ء من الأشياء الواقعة في العين تعقل لوازمه قريبة كانت أو بعيدة و بهذا تندفع تلك الشبهة.

و قال الإمام الرازي في المباحث المشرقية إن الحقائق البسيطة يمكن أن تكون معقولة و برهانه أن المركبات لا بد و أن يكون تركيبها من البسائط لأن كل كثرة فالواحد فيها موجود و تلك البسائط إن استحال أن تكون معقولة كانت المركبات غير معقولة بالحد و لا يمكن أيضا أن تكون معقولة بالرسم لأن الرسم عبارة عن تعريف الشي‌ء باللوازم و تلك اللوازم إن كانت بسيطة فهي غير معقولة و إن كانت مركبة و بسائطها غير معقولة فهي أيضا غير معقولة و بالجملة فالكلام فيها كالكلام في الملزومات فإذن القول بأن البسائط لا يصح أن يعقل يوجب القول بأن لا يعقل الإنسان شيئا أصلا لا بالحد و لا بالرسم لكن التالي باطل ظاهر البطلان فالمقدم مثله انتهى كلامه.

و فيه بحث إذ لقائل أن يقول من اعترف أن الماهيات المركبة معلومة لا يلزمه تسليم أن يكون معرفتها حاصلة من معرفة بسائطها الحقيقية إذ لا نسلم أن معرفة الشي‌ء المركب بحده عبارة عن معرفة أجزائه و أجزاء أجزائه حتى ينتهي إلى معرفة البسيط بل حد الشي‌ء المركب لعله يكفي فيه معرفة أجزائه القريبة و لو بالرسم.

و أيضا لأحد أن يقول لا نسلم أن معرفة الأشياء المركبة لا بد أن يحصل من معرفة أجزائها سواء كانت قريبة أو بعيدة بل ربما يعرف بوجه آخر لا بكنهها

اسم الکتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 389
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست