responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 342

الوجود عريها في ذاتها عن الوجود و فعليتها هي كونها قوة وجودات الأشياء و تمامها نقصانها و شرفها خستها و فعلها قبولها و تحصلها إبهامها و فصلها جنسها كما سيرد عليك برهانه في موضعه فهي منبع الشرور و الأعدام و معدن النقائص و الآلام- على أنها شبكة بها يصطاد النفوس الناطقة التي هي طيور سماوية لها أقفاص عنصرية [1].

ثم اعلم أن الوجودات باقية على خيريتها الأصلية و العرضية أيضا ما دامت هي غير نازلة إلى عالم التصادم و التضاد و لم ينته سلسلتها إلى حيز المكان و الزمان و أما إذا انجرت سلسلة الوجود إلى عالم الأجسام و الظلمات و مضائق الأكوان و الازدحامات فبعض الوجودات مع أنه خير محض بالذات و بالعرض بحسب ذاته- و بالقياس إلى ما لا يستضر به بل ينتفع منه و هو ما يناسبه هذا الوجود و يلائمه لكنه بالقياس إلى ما يستضر به أو يتأذى منه أو ينعدم به يوصف بالشرية لأنه يؤدي إلى عدم ذات أو عدم كمال لذات فيكون الشر بالذات أحد هذين العدمين لا الوجود بما هو وجود لأنه خير محض كما علمت.

فالشر الحقيقي غير مقضي البتة و الشر الغير الحقيقي مقضي بالعرض للزومه- لما هو خير حقيقي و مقضي بالذات و هو الوجود بسنخه و طبيعته و قد مر أن لوازم الماهيات غير مستندة إلى الجاعل و الشرور منبعها قصورات الآنيات و نقصانات الوجود عن الكمال الأتم و الجمال الأعظم‌

فصل (4) في أن الوجود لا ضد له و لا مثل له‌ [2]

تقابل التضاد من شرطه كون المتضادين مما يقعان تحت جنس واحد غير عال‌


[1] إن قلت القوة المحضة كيف تكون محل نظر الطيور السماوية ليصطادوا بها- قلت إنها ما به التحول و ما به يحصل اللذائذ الجديدة و لولاها لم تصر العناصر أجنة قابلة لتعلق النفوس أ لا ترى أن الصور المثالية لتجردها عنها لا تتحول من أدنى إلى أعلى هذا إن كانت الباء سببية و إن كانت ظرفية فالأمر واضح، س ره‌

[2] كيف و لا ثاني لحقيقة الوجود و من فروعاته الشامخة أنه يمتنع عليها العدم بعلاوة ما مر في الحاشية السابقة من الإباء الذاتي و أن المقابل لا يقبل المقابل و ذلك لأن عدم ماهية الضد بطريان الضد الآخر على موضوعه فالسواد يعدم البياض و البرودة الحرارة و الافتراق الاجتماع و قس عليها، س ره‌

اسم الکتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 342
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست