اسم الکتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة المؤلف : الملا صدرا الجزء : 1 صفحة : 282
عاما لازما للمقولات العرضية إذ لا مانع[1]بحسب العقل و النقل من عدم وقوع الحقائق البسيطة التي لا جنس
لها و لا فصل تحت مقولة من المقولات أصلا نص عليه الشيخ في كتاب قاطيقورياس من
الشفاء.
قال بعض أهل الكلام في دفع الإشكال المذكور
[2]و هو كون شيء واحد جوهرا و عرضا كليا و جزئيا علما و معلوما
أنا إذا تصورنا الأشياء يحصل عندنا أمران أحدهما موجود في الذهن و هو معلوم و كلي
و هو غير حال في الذهن ناعتا له- بل حاصل فيه حصول الشيء في الزمان و المكان و
ثانيهما موجود في الخارج و هو علم و جزئي و عرض قائم بالذهن من الكيفيات النفسانية
فحينئذ لا إشكال فيه إنما الإشكال من جهة كون شيء واحد جوهرا و عرضا أو علما و
معلوما أو كليا و جزئيا.
فنقول إن أراد أن هناك أمرين متغايرين بالاعتبار موافقا لما ذهب إليه
الحكماء و المحققون فلا يفي إلا بدفع إشكال كون شيء واحد علما و معلوما
[1]إذ هنا أشياء كثيرة ليست داخلة تحت المقولات العشر
كالوجودات الخاصة الإمكانية فإنها ليست بواجبة الوجود و كالفصول البسيطة إما لأنها
الوجودات الخاصة- كما هو مذهب المصنف قدس سره و إما لأنها ماهيات بسيطة غير مجنسة
بشيء من المقولات- كما هو عند الحكماء بل هنا أعراض غير داخلة عندهم في المقولات
التسع كالنقطة و الوحدة عندهم، س ره
[2]بيان الإشكال الأول قد مر و أما بيان الثاني و الثالث فهو
أن الكلي الموجود في العقل من حيث إنه موجود كلي و من حيث إنه في نفس شخصية و
الموضوع من جملة المشخصات جزئي و كيف يكون شيء واحد كليا و جزئيا و أن العلم و
المعلوم بالذات عندهم واحد و كيف يكونان واحدا و العلم بالسواد يتصف به العالم و
المعلوم لا يتصف به العالم أ لا ترى أن العلم بالأشياء عين ذات الحق تعالى و يتصف
به بخلاف الأشياء المعلومة.
ثم تصوير ما تصوره هذا الفاضل و تمثيل ما تخيله أنا إذا فرضنا شخصا
محاطا بمرآة- بحيث انطبع صورة شخصه و جسده في تلك المرآة فهناك أمران صورة حاصلة
في المرآة و ليست قائمة بها و هي الصورة الطبيعية التي في مادة الشخص و صورة
منطبعة في سطح المرآة قائمة به فهكذا في المرآة التي هي في الذهن فعنده لكل شيء
يدرك ثلاث صور الصورة الخارجية التي هي المعلومة بالعرض و الصورة الذهنية التي هي
حاصلة في الذهن لا قائمة به و هي الأمر الذهني عنده و الصورة الخارجية القائمة
بالذهن- و هي الأمر الخارجي عنده فلكل مقابل موضوع على حدة، س ره
اسم الکتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة المؤلف : الملا صدرا الجزء : 1 صفحة : 282