responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 270

و كل مثلث فإن زواياه الثلاث مساوية لقائمتين و صدق الحكم الإيجابي يستلزم وجود موضوعة كما تصدق به الغريزة الإنسانية و إذ لا يكفي في هذا الحكم الوجود العيني للموضوع علمنا أن له وجودا آخر هو الوجود الذهني هذا ما قرروه.

و فيه بحث من وجوه- الأول أنه لا شك أن أمثال هذه القضايا ليست فعلية خارجية حتى يكون معنى قولك كل عنقا طائر أن كل ما هو فرد للعنقا و لو بحسب التقدير فهو طائر بالفعل كيف و من ينكر الوجود الذهني ينكر صدق هذا الحكم و أمثاله بل هي قضايا حقيقية موضوعاتها مقدرة الوجود و معناها كل ما لو وجد و كان متصفا بعنوان كذا فهو بحيث لو وجد صدق عليه محمول كذا و الحكم بهذا النحو لا يقتضي إلا وجود الموضوع بحسب التقدير [1] فجاز أن يكون هو الوجود الخارجي فلم يثبت وجود آخر أصلا.

الثاني لو تم هذا الكلام لزم منه وجود جميع الأفراد المقدرة الغير المتناهية- لأمثال هذه العنوانات على التفصيل في ذهننا عند هذا الحكم فإنا إذا قلنا كل مثلث كذا يوجد في ذهننا جميع المثلثات المقدرة على التفصيل لأنه مما تقرر على مدارك المتأخرين أن الحكم في المحصورة على ذوات الأفراد فوجب لصدقها وجود الأفراد لا وجود العنوان و إن سلكنا مسلك التحقيق و قلنا إن المحكوم عليه في المحصورة هو العنوان لكن الفرق بينها و بين الطبيعية أن الحكم فيها على وجه يسري إلى الأفراد بخلاف الطبيعية فينحل الإشكال لكنه على هذا يجب الاقتصار على عقود ليس لموضوعاتها وجود عيني أصلا و إلا فلأحد أن يقول إن الطبائع موجودة بوجود الأفراد [2] فإذا كان للموضوع فرد عيني يوجد العنوان بوجوده فالحكم عليه بذلك الاعتبار.


[1] أقول التقدير أمر واقعي و الطيران بالقوة حكم فعلي فلا بد للموضوع من وجود فعلي، س ره‌

[2] أقول القضية أخذت حقيقية و هي التي حكم فيها على ما يصدق عليه في نفس الأمر الكلي الواقع عنوانا سواء كان موجودا في الخارج محققا أو مقدرا أو لا يكون موجودا فيه أصلا فالحكم فيها إذا كان على العنوان بحيث يسري إلى الأفراد النفس الأمرية لا بد و أن لا يكون مقصورا على الأفراد الخارجية و إلا لم يؤخذ القضية حقيقية و إذ ليس الموضوع المأخوذ بهذا الوجه في الخارج ففي الذهن فتدبر، س ره‌

اسم الکتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 270
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست