responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 216

لكان في العدم تأثير لكن العدم بطلان صرف يمتنع استناده إلى الشي‌ء ثم قولكم عدم الممكن يستند إلى عدم علة وجوده يستدعي التمايز بين الأعدام و كونها هويات متعددة بعضها علة و بعضها معلول فحيث لا تمايز و لا أولوية فلا علية و لا معلولية.

فيزاح بأن عدم الممكن ليس نفيا محضا بمعنى أن العقل يتصور ماهية الممكن- و ينضاف إليها معنى الوجود و العدم و يجدها بحسب ذاتها خالية عن التحصل و اللاتحصل سواء كانا بحسب الذهن أو بحسب الخارج فيحكم بأنها في انضمام كل من المعنيين إليها تحتاج إلى أمر آخر و كما أن معنى تأثير العلة في وجود ماهية ما ليس أن تودع في الماهية شيئا تكون هي حاملة له في الحقيقة أو متصفة به في الواقع- بل بأن يبدع أمرا هو المسمى بالوجود ثم هو بنفسه ذو ماهية من غير تأثير و الماهية منصبغة بصبغ الوجود مستضيئة بضوئه ما دام الوجود على ما علمت من مسلكنا- فكذلك معنى تأثيرها في عدم الماهية ليس إلا أن لا تبدع أمرا يتحد بالماهية نوعا من الاتحاد أي بالعرض نعم للعقل أن يتصور ماهية الممكن و يضيف إليها شيئا من مفهومي العدم و الوجود بسبب تصور وجود العلة أو عدمها من جهة علمه بالأسباب المسمى بالبرهان اللمي أو بسبب ملاحظة وجدان الآثار المترتبة على الشي‌ء الدالة على وجوده أو عدمها الدال على عدمه كما في البرهان المسمى بالإن فعلم أن مرجح العدم كمرجح الوجود ليس إلا ما له حظ من الوجود لا ذات العدم بما هو عدم إلا أن مرجح طرف الوجود يجب أن يكون بنفسه أمرا متقررا حاصلا بدون الفرض و الاعتبار و أما مرجح البطلان و العدم فلا يكون إلا معقولا مجردا من غير تقرر له خارجا عن الملاحظة العقلية فعدم العلة و إن كان نفيا محضا في ظرف العدم إلا أن له حظا من الثبوت بحسب ملاحظة العقل و ذلك يكفي في الترجيح العقلي و الحكم باستتباعه- لعدم المعلول ذهنا و خارجا كل واحد منهما بوجه غير الآخر فإن استتباع عدم العلة عدم المعلول في الخارج هو كونهما بما هما كذلك باطلين بحيث لا خبر عنهما بوجه من الوجوه أصلا حتى عن هذا الوجه السلبي و أما استتباع عدمها عدمه في الذهن فهو كون تصور عدم العلة و الحكم به عليها يوجب تصور عدم المعلول و الحكم‌

اسم الکتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 216
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست