responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 115

و أوفر و أشد استغراقا و قال المحقق الشهرزوري في الشجرة الإلهية الواجب لذاته أجمل الأشياء و أكملها لأن كل جمال و كمال رشح و ظل و فيض من جماله و كماله فله الجلال الأرفع و النور الأقهر فهو محتجب بكمال نوريته و شدة ظهوره و الحكماء المتألهون العارفون به يشهدونه لا بالكنه لأن شدة ظهوره و قوة لمعانه و ضعف ذواتنا المجردة النورية يمنعنا عن مشاهدته بالكنه كما منع شدة ظهور الشمس و قوة نورها أبصارنا اكتناهها لأن شدة نوريتها حجابها و نحن نعرف الحق الأول و نشاهده- لكن لا نحيط به علما كما ورد في الوحي الإلهي‌ وَ لا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً وَ عَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ‌.

و اعلم أن معنى كون شدة النورية العقلية أو الحسية حجابا للعقل أو الحس عن الإدراك يرجع إلى قصور شي‌ء منهما و فتوره عن نيل مطلوبه و الاكتناه به فإن الحجاب عدمي و حقيقة الواجب صرف الوجود و محض النورية بلا مصحوبية شي‌ء- من الأعدام و الظلمات و النقائص و الآفات.

فإن قيل إذا جوزت كون ذاته معلوما بالحضور الإشراقي للنفوس المتألهة- و لا شك أن المشهود بالشهود [1] الوجودي ليس إلا نفس حقيقته البسيطة لا وجها من وجوهه فكيف لا يكون معلوما بالكنه و المشهود ليس إلا نفس حقيقته الصرفة لا غير.

قلنا لا يمكن للمعلولات مشاهدة ذاته إلا من وراء حجاب أو حجب حتى المعلول الأول فهو أيضا لا يشاهد ذاته إلا بواسطة عين وجوده و مشاهدة نفس ذاته فيكون شهود الحق الأول له من جهة شهود ذاته و بحسب وعائه الوجودي لا بحسب ما هو المشهود- و هذا لا ينافي الفناء الذي ادعوه فإنه إنما يحصل بترك الالتفات إلى الذات و الإقبال بكلية الذات إلى الحق فلا يزال العالم في حجاب تعينه و إنيته عن إدراك الحق لا يرتفع ذلك الحجاب عنه بحيث لم يصر مانعا عن الشهود و لم يبق له حكم و إن‌


[1] أي المشاهدة بالوجود لما عرفت من أنه لا يلاحظه ممكن إلا بعين وجوده الخاص، ه ره‌

اسم الکتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 115
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست