______________________________
و الحفنتان و الضغث و الضغثان أو الأعم «قيل (إلى قوله) في غنمه» يرتعها يذهب
بها إلى موضع الماء و الكلاء و يعتزل الناس و يصلي و يزكي «البقر تغدو بخير» أي يحلب منها
اللبن في الغداة أول اليوم و الرواح آخره «الراسيات» العاليات الثابتات أرجلها
في الطين «و المطعمات في المحل» و الجدب و القحط، فإن لها الصبر على العطش، و
لما ذكر أوصافها صرح باسمه مع المدح «نعم الشيء» من جملة عطائه سبحانه «النخل من
باعه»
لم يبارك له في ثمنه إلا أن يشتري به نخلا آخر و هذا أيضا من حسن جوار نعم الله
تعالى فإنه إذا أنعم الله على أحد الشيء فينبغي أن يعرف قدر النعمة و لا يضيعها
إلا أن يصرفها في سبيل الله كما تقدم في حديث الأنصاري فإن هذا أحسن الجوار قوله «فإنما ثمنه» مقتبس من قوله
تعالى (كَرَمادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عاصِفٍ)[1] و العاصف الريح
الشديد.
«قال فيها الشقاء» التعب أو الخزي
و الندامة فكثيرا ما تهلك الإبل كله «و الجفاء» خلاف البر فإن الإبل
كالشيطان لا يعرف قدر صاحبه فكثيرا ما يغضب و يهلك صاحبه و شاهدناه «و العناء» المشقة «و بعد
الدار» فإنه لا يمكن غالبا اتخاذه في البلد بل يلزمه أن يكون في البرية البعيدة
من الأهل و الأولاد و إن كانوا معهم في البرية فيلزمها البعد عن الإنسانية كما هو
المشاهد في الأعراب و سكان البادية «تغدو مدبرة» أي ليس له نفع يعتد به
في الغداة و الرواح كما يكون في الغنم و البقر فإن لبن الإبل لا يرغب فيه إلا
الأعراب و ليس فيه كثير نفع «لا يأتي خيرها» و نفعها «إلا من
جانبها الأشأم» و هو اليسار «أما أنها لا تعدم» و لا تخلو من «الأشقياء
الفجرة» و هم الجمالون كما هو المسموع من المشايخ.