responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نهاية الأقدام في علم الكلام المؤلف : الشهرستاني، محمد بن عبد الكريم    الجزء : 1  صفحة : 10

مثال القسم الأول جسم أو بعد لا يتناهى.

و مثال القسم الثاني علل و معلولات لا تتناهى و ما عدا ذلك كله جملة و عدد فرضت آحاده معا أو متعاقبة لا ترتيب لها وضعا و لا طبعا فإن وجود ما لا نهاية له فيه غير مستحيل.

مثال القسم الأول: نفوس إنسانية لا تتناهى و هي معا في الوجود بعد مفارقة الأبدان.

و مثال القسم الثاني: حركات دورية و هي متعاقبة في الوجود و مدار المسألة على الفرق بين الإيجاد و الإيجاب و بين التقدم و التأخر و إن ما حصره الوجود فهو متناه من غير فرق بين الأقسام، و ما لا يتناهى قط لا يتصور إلا في الوهم و التخيل دون الحس و العقل و لا بد من بحث على محل النزاع حتى يتخلص فيكون التوارد بالنفي و الإثبات على محل واحد من وجه واحد فيصبح انقسام الصدق و الكذب و الحق و الباطل و لا يتبين محل النزاع إلا بالبحث عن أقسام التقدم و التأخر فقال القوم: التقدم و التأخر يطلق و يراد به التقدم بالزمان كتقدم الوالد على الولد و يطلق و يراد به التقدم بالمكان و التأخر به كتقدم الإمام على المأموم و قد يسمى هذا القسم متقدما بالرتبة و قد يطلق و يراد به الفضيلة كتقدم العالم على الجاهل و قد يطلق و يراد به التقدم بالذات و التأخر بها كتقدم العلة على المعلول و هؤلاء قصدوا في إطلاق لفظ الذات فإنهم أرادوا به العلية و الذات أعم من العلية فكان من حقهم أن يقولوا التقدم بالعلية ثم العلة الغائية تتقدم على المعلول في الذهن و التصور لا في الوجود فهي متأخرة في الوجود متقدمة في الذهن بخلاف العلة الفاعلية و العلل الصورية فإنها لا تكون مقارنة في الوجود فافهم هذا فإنه ينفعك في نفس المسألة حيث يستشهدون بشعاع الشمس مع الشمس و حركة الكم مع حركة اليد فإنهما و إن تقارنا في الزمان أنهما إذا أخذا على أن أحدهما سبب و الثاني مسبب لم يتقارنا في الوجود لأن وجود أحدهما مستفاد من وجود الآخر، فوجود المفيد كيف يقارن وجود المستفيد لكن إذا أخذا على أن وجودهما مستفاد من وجود واهب الصور فحينئذ يتقارنان في الوجود و هناك لا يكون أحدهما سببا و الثاني مسببا و منهم من زاد قسما خامسا: و هو التقدم بالطبع كتقدم الواحد على الاثنين و لو طالبهم مطالب لم حصرتم الأقسام في أربعة أو خمسة لم يجدوا على الحصر دليلا سوى الاستقراء حتى لو قيل لهم ما الذي أنكرتم على من زاد قسما سادسا و هو التقدم و التأخر في الوجود من غير التفات إلى الإيجاب بالذات، و لا التفات إلى الزمان و المكان و التقدم للواحد على الاثنين شديد الشبه بهذا القبيل، فإن الواحد ليس بعلة

اسم الکتاب : نهاية الأقدام في علم الكلام المؤلف : الشهرستاني، محمد بن عبد الكريم    الجزء : 1  صفحة : 10
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست