اسم الکتاب : مناهج اليقين في أصول الدين المؤلف : العلامة الحلي الجزء : 1 صفحة : 370
لأنا نقول: يجب تأويل هذه
الآيات جمعا بين ما ذكرنا و ما ذكرتم.
قال ابو الهذيل: إنه تعالى
أنزل القرآن ليكون حجة على الكافرين لا لهم، و لو كان المراد من هذه الآيات إضافة
الكفر إليه تعالى لكان النبيّ محجوجا بأن يقول له الكافرون: كيف تأمرنا بالإيمان و
اللّه قد خلق فينا الكفر.
قالت الاشاعرة: أقصى ما يمكنكم أن تقولوا: إنا لما قصدنا الى إيجاد شيء و حدث ذلك
الشيء عقيب ذلك القصد علمنا استناد الفعل إلينا و لكن ذلك استناد الى الدوران.
ثم إنا نقول: هل تفرقون
بين ما إذا أحدثتموه بحسب دواعيكم و بين ما اذا فعله اللّه تعالى عقيب دواعيكم أم
لا؟ فإن اعترفتم بالفرق فأظهروه، و الّا لم يبق لكم معرفة باستناد الفعل إليكم.
أجاب قاضي القضاة[1] بأنا متى أحدثناه اقترن به علمنا
ضرورة بأنه لو لا دواعينا لما حدث و أنه يجب حدوثها بحسبها و متى خلق فينا لم
يجزان يقترن به هذا العلم لأنه يكون جهلا غير علم.
و هذا غير لائق من قاضي
القضاة، لانه يحصل العلم بكوننا فاعلين كسبيا، و يأتي من أبي الحسين.
و احتجت الأشعرية بوجوه:
الأول: أنّ العبد الفاعل إن لم يتمكن من الترك فهو المطلوب، و ان تمكن فإن
لم يفتقر ترجيح الفعل الى مرجح لزم ترجيح الممكن من غير مرجح، و إن افتقر فذلك
المرجح إن كان من فعله تسلسل، و ان كان من فعل اللّه تعالى، فان أمكن الترك افتقر
الى مرجح آخر، و الا لزم الجبر.
الثاني: لو كان العبد موجدا لأفعاله لكان عالما بها و التالي باطل و المقدم