responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المنقذ من التقليد المؤلف : الحمصي الرازي، سديد الدين محمود    الجزء : 1  صفحة : 145

و قالت النسطورية: لم يكن بينهما مما زجة، و إنّما الكلمة جعلت ناسوت المسيح هيكلا و ادّرعته ادّراعا و لذلك قالت: إنّ المسيح جوهران اقنومان.

و قالت الملكائيّة: إنّ الاتّحاد كان بالإنسان الكليّ دون المسيح، و أنّه لذلك كان جوهرين اقنوما واحدا.

و يحكى عن بعضهم: انّ الاتّحاد كان بأن أثرت الكلمة فيه كما تؤثّر الصورة في المرآة من غير أن تنقلب إليه.

و عن بعضهم: أنّ معنى الاتّحاد هو أنّ الكلمة دبّرت على يد عيسى.

و قالوا في تسبيحة إيمانهم ما ترجمته هذا: «نؤمن باللّه الواحد الأب، مالك كلّ شي‌ء، و بالرّبّ الواحد اليشوع المسيح ابن اللّه الذي ولد من اللّه قبل العوالم كلّها، و ليس بمصنوع، إله حقّ من إله حقّ، من جوهر أبيه».

فابصر هذه الخرافات التي هذى بها أصحاب هذه المقالات. أ ترى أنّ العاقل لو خلّي و عقله و فكره يذهب إلى شي‌ء من هذه المقالات. فما أصدق ما قاله صلوات اللّه عليه: «كلّ مولود يولد على الفطرت فأبواه يهوّدانه و ينصّرانه و يمجّسانه».

فنقول لهم: فأخبرونا عن اقنوم الابن و الروح، أ هما ذات اللّه تعالى أو غيرها أو بعضها؟

فإن قالوا: هما ذات اللّه تعالى بطل قولهم إنّه تعالى أقانيم ثلاثة.

و إن قالوا: بعضها، لزمهم أن يكون تعالى متجزّيا مركّبا من أجزاء، فيكون وجوده معللا بأجزائه و يكون محدثا على مذهب الفلاسفة الذين هم الأصول في مذاهب هؤلاء النصارى.

و كذلك إن قالوا: هما غيرهما، كان الإلزام بأن يكون مركّبا من ثلاثة أشياء آكد.

و قد اختلفوا في الأقانيم، فقال بعضهم: إنّها أشخاص، أي أعيان و ذوات،

اسم الکتاب : المنقذ من التقليد المؤلف : الحمصي الرازي، سديد الدين محمود    الجزء : 1  صفحة : 145
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست