responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المنقذ من التقليد المؤلف : الحمصي الرازي، سديد الدين محمود    الجزء : 1  صفحة : 144

ما يقوله المجوس، لأنّهم يقولون: الشيطان موجب للشرّ.

و نقول لهم: على قولهم: إنّ الشرّ من الجسد و الخير من الروح، إنّا قد رأينا الجسد، إذا فارقته الروح لا يصدر منه البتة شرّ، و إذا كان فيه الروح تصدر منه شرور كثيرة كالسرقة و الكذب و النميمة و قتل النفوس، فيجب أن تضيفوا هذه الشرور إلى الروح، أو تشركوا بين الروح و الجسد في إضافة الشرّ إليهما، و هذا كلام أورده أبو الهذيل على ميلاس المجوسيّ.

فقال ميلاس: الجسد إذا فارقته الروح ينتن و يصير جيفة، تنفر عنها الطباع، و لا شكّ في أنّ هذا شرّ.

فأجابه أبو الهذيل بأن قال: أيهما أشر؟ هذا النتن الذي يمكن الإنسان أن يدفع أذيته عن نفسه بوجوه، كالقبض على أنفه، أو البعد عنه أو مواراته في التراب كما هو مشروع، ثمّ و النتن يزول بعد أيّام و لا يبقى له أثر؟ أم الشرور التي كانت تقع منه عند ما كان فيه الروح من الظلم و القتل و النميمة و الكذب إلى غيرها من الشرور.

و نقول لهم: يلزمكم أيضا قبح الأمر و النهي و المدح و الذمّ مثل لزومه لإخوانكم الثنويّة لأنّ الموجب لا يحسن أمره و نهيه و لا مدحه و لا ذمّه.

[الرد على النصارى‌]

أمّا النصارى، فانّهم قالوا: إنّ اللّه تعالى جوهر و أحد ثلاثة أقانيم، اقنوم الأب و هو ذات الباري، و أقنوم الابن و هو علمه، و أقنوم روح القدس و هو حياته يعنون بالاقنوم: الشي‌ء المنفرد بالعدد، و يذهبون إلى أنّ اقنوم الابن وحده الذي هو علمه تعالى اتّحد بعيسى فصار إلها بعد أن كان إنسانا، و أن عيسى هو خالق الخلق و أنّه سيحيي الموتى على اختلاف بينهم في كيفية الاتّحاد:

فقالت اليعقوبيّة منهم: إن اقنوم الابن مازج ناسوت عيسى و خالطه فحصل منه شي‌ء ثالث هو المسيح. و لذلك قالت: إنّ المسيح جوهر من جوهرين اقنوم من اقنومين.

اسم الکتاب : المنقذ من التقليد المؤلف : الحمصي الرازي، سديد الدين محمود    الجزء : 1  صفحة : 144
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست