responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الملل و النحل المؤلف : الشهرستاني، محمد بن عبد الكريم    الجزء : 1  صفحة : 288

و أول من ابتعثه أورمزد إلى الأرض: كيومرث، و قد كان يستنشق النسيم ثلاثة آلاف سنة، ثم أخرجه في قامة ثلاثة رجال. و لما أن جاء وقت تحريك إبليس في ظلمته، ارتفع و رأى النور، و طمع في الاستيلاء على «أسنى أورمزد» و تصييره مظلما.

و دخل السماء يكيد ثمّ لكيومرث ثلاثين سنة، و صارت نطفته ثلاثة أقسام: قسم أمر اللّه الأرض أن تحفظه. و قسم أمر سروس الملك أن يحفظه. و ثلث اختطفته الشياطين.

و أمر أورمزد بسد الثقوب التي صعد منها إبليس، فبقي داخل السماء منقطعا عن أصله و قوته، فانتصب لمنابذة أورمزد، و رام الصعود إلى الجنان، فدفعه عن ذلك قدر ثلاثة آلاف سنة، ثم أعلمه أنه يسعى في الباطل و الخسار، و يروم ما لا يقدر عليه.

و اتفق الأمر بينهما على أن يبقى إبليس و جنوده في قرار الضوء تسعة آلاف سنة، و يروى سبعة آلاف سنة، ثم يبطل، و يحتمل خلقه الأذى في هذه السنين، و يصبرون عليه و على ما ينالهم من الفقر، و البلاء و الموت و سائر الآفات، ليعوضهم منها الحياة الدائمة في الجنان.

و اشترط إبليس لنفسه و شياطينه ثمانية عشر شرطا:

الأول منها: أن تصير معيشة خلقه من خلق اللّه. و الثاني: أن يكون ممن خلقه على خلق اللّه. و الثالث: أن يسلط خلقه على خلق اللّه. و الرابع: أن يخلط جوهر خلقه بجوهر خلق اللّه. و الخامس: أن يصير له السبيل إلى أن يأخذ الطين الذي في خلق اللّه.

و السادس: أن يصير له من النور الذي في خلق اللّه ما يريد. و السابع: أن يصير له من الرياح التي في خلق اللّه حاجته. و الثامن: أن يصير له من الرطوبة التي في خلق اللّه. و التاسع: أن يصير له من النار التي في خلق اللّه. و العاشر: أن يصير له من المودة و المصاهرة التي في خلق اللّه ليخلط الأشرار بالأخيار. و الحادي عشر: أن يصير له من العقل و البصر الذي في خلق اللّه ليعرف خلقه مسالك المنافع و المضار، و الثاني عشر: أن يصير له من العدل الذي في خلق اللّه ليجعل للأشرار فيه نصيبا، و الثالث‌

اسم الکتاب : الملل و النحل المؤلف : الشهرستاني، محمد بن عبد الكريم    الجزء : 1  صفحة : 288
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست