responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الملل و النحل المؤلف : الشهرستاني، محمد بن عبد الكريم    الجزء : 1  صفحة : 287

و لما بلغ زردشت مبلغ الكمال بأربعين سنة، و تمت له المخاطبات في سبع عودات إلى أورمزد، أكمل فيها معرفة شرائع دين اللّه و فرائضه و سننه، أمره اللّه بالمسير إلى كشتاسب الملك، و إظهار ذكر اللّه و اسمه. فنفذ لأمر اللّه و دعا ملكين كانا بذلك الصقع يقال لهما: فوربماراي، و بيويدست، فدعاهما إلى دين اللّه و الكفر بالشيطان، و فعل الخير، و اجتناب الشر، فلم يقبلا قوله، و أخذتهما العزة بالإثم. فجاءتهما ريح فحملتهما من الأرض، و وقفت بهما في الهواء، و اجتمع الناس ينظرون إليهما، فغشيهما الطير من كل ناحية، و أتوا على لحومهما، و سقطت عظامهما على الأرض.

و لما بلغ كشتاسب لقي منه كل ما أنبأه به أورمزد من الحبس و البلاء، حتى حدث أمر الفرس الذي دخلت قوائمه في باطن بدنه، حتى لم ير أثرها في جسده، و استبهم حاله على الناس و خيروا. و أخرجه كشتاسب من الحبس و سأله الحال، فقال:

تلك آية من آيات صدقي الذي أخبرني به إلهي و خالقي، و شارطهم على الإيمان به إن هو دعا و أخرج قوائم الفرس و شرطوا، و دعا باسم اللّه، فخرجت قوائم الفرس كما كانت. فآمن به كشتاسب. و أمر بجمع علماء أهل زمانه من بابل، و إيران شهر، و أمرهم بمحاورة زردشت فناظروه فاعترفوا له بالفضيلة.

قال: و مما جاء به زردشت المصطفى من دين مارسيان أن إلهه أورمزد لم يزل و لم يزل معه شي‌ء سماه: أسنى أسنه، و هو شي‌ء مضي‌ء حوله و هو فوق. و أن إبليس لم يزل معه شي‌ء سماه: أستا أستاه، و هو مظلم حوله، و هو أسفل.

و أول ما خلق اللّه من الملائكة بهمن، ثم أرديبهشت، ثم شهريور، ثم إسفندارمز، ثم خرداد، ثم مرداد. و خلق بعضهم من بعض كما يؤخذ السراج من السراج من غير أن ينقص من الأول شي‌ء، و قال لهم: من ربكم و خالقكم؟ فقالوا:

أنت ربنا و خالقنا. و علم أورمزد أن إبليس سيتحرك من ظلمته، فأعلم بذلك الملائكة، و بدأ بإعداد ما يورطه، و يدفع شره و أذاه عن عالمه، و يبطل إرادته. فخلق السماء في خمسة و أربعين يوما، و سمي كاهينازى شورم. و معناه: ظهور ضمائر أهل الدنيا، إلى سائر الكاهينازات المذكورات عندهم، و خلق الأرض في خمسة و أربعين يوما.

اسم الکتاب : الملل و النحل المؤلف : الشهرستاني، محمد بن عبد الكريم    الجزء : 1  صفحة : 287
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست