عشر: أن تخفى على الناس
معرفة عمل الصالحين و الأشرار إلى يوم القيامة و الحساب، و الرابع عشر: أن يصير له
السبيل إلى أن يبلغ بأهل بيت الشرارة و الخبث غاية الغنى و الدرجات، و يصيرهم عند
الناس صالحين. و الخامس عشر: أن يصير له السبيل إلى أن يجعل كذب الأشرار مقبولا
على الأخيار. و السادس عشر: أن يصير له السبيل إلى أن يعمر من أهل الدنيا من أراد
من خلقه ألف سنة، أو ثلاثة آلاف سنة، و يصيرهم أغنياء أقوياء قادرين على ما
يريدون، و أن يلهم الناس حتى يكونوا بإعطاء الأشرار أسخى منهم بإعطاء الأخيار و
أطيب نفسا. و السابع عشر: أن يصير له السبيل إلى إفناء أهل بيت الصالحين، حتى لا
يعرف منهم أحد بعد ثلاثمائة و خمسين سنة، و الثامن عشر: أن يملك أمر من يحيي
الأموات، و يبقي الأخيار، و ينفي الأشرار إلى يوم القيامة.
فتمت البيعة و أقاما
عليها، و دفعا سيفيهما إلى عدلين، على أن يقتلا من رجع عن شرطه. و أمر اللّه تعالى
الشمس و القمر و الكواكب أن تجري لمعرفة الأيام و الشهور و الأعوام التي جعلها عدة
الإنظار و الإمهال.
و مما نص عليه زردشت أن
للعالم قوة إلهية؛ و هي المدبرة لجميع ما في العالم، المنتيهة مبادئها إلى
كمالاتها، و هذه القوة تسمى مشاسبند، و هي على لسان الصابئة: المدبر الأقرب، و على
لسان الفلاسفة: العقل الفعالي. و منه الفيض الإلهي، و العناية الربانية. و على
لسان المانوية: الأرواح الطيبة، و على لسان العرب: الملائكة، و على لسان الشرع و
الكتاب الإلهي: الروح تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَ
الرُّوحُ فِيها[1].
و أثبت غيره: منشأه، و
منشئية، و يعني بهما آدم و حواء في العالم الجسماني، و العقل و النفس في العالم
الروحاني.