responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأربعين في اصول الدين المؤلف : الغزالي، أبو حامد    الجزء : 1  صفحة : 48

الشيبة المسلم»، و قال صلى اللّه عليه و سلم: «ما وقّر شابّ شيخ لسنّه إلّا قيّض اللّه له في شيبته من يوقّره»؛ و هذا يبشره بطول الحياة مع الأجر.

و منها: أن تكون مع كافة الخلق مستبشرا طلق الوجه؛ و قال صلى اللّه عليه و سلم: «أ تدرون على من حرّمت النار؟» قالوا: اللّه و رسوله أعلم؛ قال: «على الهين الليّن السهل القريب»، و قال صلى اللّه عليه و سلم: «إن اللّه يحبّ السهل الطّلق».

و منها: إصلاح ذات البين بين المسلمين و لو بالمبالغة و الزيادة في الكلام؛ قال صلى اللّه عليه و سلم: «ليس بكذّاب من أصلح بين الاثنين فقال خيرا أو نما خيرا»، و قال صلى اللّه عليه و سلم: «ألا أخبركم بأفضل من درجات القيام و الصلاة و الصدقة»؟ قالوا: بلى يا رسول اللّه، قال:

«إصلاح ذات البين، و فساد ذات البين هي الحالقة».

و منها: أن لا تسمع بلاغات الناس بعضهم على بعض، و لا يبلّغ بعضهم ما يسمع من بعض؛ قال صلى اللّه عليه و سلم: «لا يدخل الجنة قتّات» [1]؛ و قيل: من نمّ إليك نمّ عليك.

و منها: أن لا تزيد في الهجرة عند الوحشة على ثلاثة أيام؛ قال صلى اللّه عليه و سلم: «لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث»، و قال صلى اللّه عليه و سلم: «من أقال مسلما عثرته أقال اللّه تعالى عثرته يوم القيامة».

و منها: أن تحسن إلى كلّ أحد كان أهلا لذلك أو لم يكن؛ قال صلى اللّه عليه و سلم: «اصنع المعروف إلى من هو أهله و إلى من ليس أهله، فإن لم يصب أهله فأنت من أهله».

و منها: أن تخالق‌ [2] كلّ صنف بأخلاقهم، و لا تلتمس من الجاهل و الغبي ما تلتمس من الورع العالم؛ قال داود- عليه السلام-: «إلهي كيف لي أن يحبني الناس و أسلم فيما بيني و بينك؟» فأوحى اللّه سبحانه إليه: «خالق أهل الدنيا بأخلاق الدّنيا، و خالق أهل الآخرة بأخلاق الآخرة».

و منها: أن تنزل الناس منازلهم، فتزيد في إكرام ذي المنزلة، و إن كانت منزلته في‌


[1] قتّات: نمام.

[2] تخالق: تعاشر، و الأغلب ان تكون معاشرة بالخلق الحسن.

اسم الکتاب : الأربعين في اصول الدين المؤلف : الغزالي، أبو حامد    الجزء : 1  صفحة : 48
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست