هذه المعاني ضرورية حاصلة لمن لم يمارس طرق الاكتساب إلا أنها قد
تعرف تعريفات لفظية، كالوجود و العدم. فيقال:
الوجوب ضرورة الوجود أو اقتضاؤه أو استحالته العدم، و الامتناع
ضرورة العدم أو اقتضاؤه، أو استحالة الوجود، و الإمكان جواز الوجود و العدم، أو
عدم ضرورتهما، أو عدم اقتضاء شيء منهما[1]،و لهذا لا يتحاشى
عن[2]أن يقال الواجب ما يمتنع عدمه، أو ما لا يمكن عدمه، و الممتنع ما
يجب عدمه، أو ما لا يمكن وجوده، و الممكن ما لا يجب وجوده، و لا عدمه، أو ما لا
يمتنع وجوده و لا عدمه، و لو كان القصد إلى إفادة تصور هذه المعاني، لكان دورا
ظاهرا، و ظهر هذه المفهومات الوجود لكونه تأكد الوجود، الذي هو أعرف من العدم، لما
أنه يعرف بذاته، و العدم يعرف بوجه ما بالوجود، و النزاع في أن مفهوم الوجوب و
الإمكان وجودي أو عدمي، مبني على اختلاف مفهومات الخواص، التي باعتبارها يطلقان
على الواجب و الممكن. و أما في الواجب فكاقتضاء الوجود بحسب الذات، و الاستغناء عن
الغير، و عدم التوقف عليه، و ما به[3]يمتاز
الواجب عن الممكن و الممتنع، و أما في الممكن؛ فالاحتياج إلى الغير و التوقف عليه
و عدم الاستغناء عنه، و عدم اقتضاء الوجود أو العدم، أو ما به يمتاز الممكن عن
الواجب و الممتنع.