لا بد في التعين من كون المفهوم بحيث[1]لا يمكن للعقل فرض صدقه على كثيرين، و هذا معنى امتناع الشركة
ذهنا، و معلوم أنه لا يحصل بانضمام الكلي إلى الكلي، لأن كلا من المنضم، و المنضم
إليه و الانضمام لكونه كليا، يمكن للعقل فرض صدقه على كثيرين[2]،بل على ما لا
يتناهى من الأفراد، و إن كان بحسب الخارج ربما لا يوجد منه الأفراد، بل يمتنع
تعدده كمفهوم الواجب.
فإن قيل: حكم الكلي قد تخالف حكم كل واحد، فيجوز أن يكون كل من
المنضم، و المنضم إليه كليا، و المجموع جزئيا.
قلنا: لا معنى للانضمام هاهنا سوى[3]أن العقل يعتبر مفهوما كليا كالإنسان، ثم يعتبر له وصفا كليا
كالفاضل، و معلوم بالضرورة أن الكلي الموصوف بالأوصاف الكلية لا ينتهي إلى حد
الهذية، حتى لو كان ذلك الوصف هو مفهوم الجزئية و التشخص، و امتناع قبول الشركة،
كانت الكلية بحالها.
و قد يجاب: بأن المراد[4]أنّ
انضمام الكلي إلى الكلي، و تقيده به[5]لا
يستلزم الجزئية و التشخص،[6]و
إن كان قد يفيدها، فيكون حاصل الكلام أن المركبات العقلية، مثل الجوهر المتميز، و
الجسم النامي، و الحيوان الناطق،[7]و
الإنسان الفاضل، لا يلزم أن يكون جزئية، بل قد يكون كلية، و هذا من الوضوح بحيث لا
ينبغي أن يخير به فضلا عن أن يجعل[8]من
المطالب العلمية.