(قال:المبحث الرابع: الماهيات مجعولة[1]خلافا لجمهور الفلاسفة و المعتزلة[2]مطلقا[3]،و للبعض في
البسائط لنا وجوه.
الأول:أن علة الاحتياج هي الإمكان و هو صفة للماهية، مركبة كانت أو بسيطة
بالنسبة إلى وجودها، (و الفرق بين مجموع الموجودات و وجود المجموع بحسب الخارج غير
معقول)[4].
الثاني:لا يعقل التأثير إلا في تقرر الماهية. بمعنى صيرورتها تلك الماهية
في الخارج، و يلزم منه تقرر الكون[5]،و ذلك لأن
المعلول لو تقرر بكماله عند اقتناء الوجود لم يكن للفاعل تأثير.
الثالث[6]:تقرر الماهية ليس بذاتها[7]،فيكون بالفاعل،
ورد الكل بأن مآلها الى مجهولية الوجود.
[1]الماهية مجعولة عند المتكلمين من أهل
السنة سواء كانت بسيطة أو مركبة لأنها غنية بذاتها عن جاعل.